مصاصو الدماء

تيسير الصفدي.. لص الحوالات الذي اقتطع قوت الغزيين باسم “الوساطة”

كان مجرد تاجر موبيليا يعمل على استيراد الأثاث من مصر إلى غزة، اسمه غير معروف خارج دوائر تجار المفروشات، وتاريخه الاقتصادي متواضع لا يلفت الأنظار. لكن حين اشتدت الحرب، وانهارت الطرق الرسمية للتحويلات المالية، ظهر تيسير الصفدي كمخلص مؤقت، سرعان ما تحوّل إلى أحد رموز الاستغلال المالي في قطاع غزة المحاصر.

مع اشتداد الحصار وتعطّل التحويلات المالية الرسمية، برز اسم الصفدي كأحد الوسطاء غير الرسميين في قطاع الحوالات بين غزة ومصر. بفضل علاقاته العائلية الواسعة في مصر، وحيازته لقنوات تحويل غير خاضعة للرقابة، بدأ يتعامل مع المواطنين والتجار الذين تقطّعت بهم السبل المالية.

من هو تيسير الصفدي؟

تيسير يوسف محمد الصفدي من مواليد 1 يناير 1961، ويحمل الجنسية المصرية، استثمر شبكاته الممتدة داخل مصر في بناء منظومة غير رسمية لتحويل الأموال.

بدأ بتقديم خدمات تحويل نقدي من وإلى غزة، مقابل اقتطاع مبالغ خيالية تجاوزت في كثير من الأحيان 40% من قيمة الحوالة الأصلية.

لم يقدّم خدمة، بل فرض واقعًا ماليًا استغل فيه حاجة الناس. مواطنون ينتظرون تحويلًا من ابن في الخارج، أو تاجر يبحث عن سيولة لمواصلة العمل، جميعهم مرّوا عبر شبكة الصفدي، ودفعوا الثمن مضاعفًا، دون أي بديل فعلي.

تيسير الصفدي ويكيبيديا

لكن التحويلات التي كان يديرها لم تكن خالية من الثمن. فقد فرض على كل حوالة تصل نسبة اقتطاع مرتفعة، بلغت نحو 45% من المبلغ الأصلي، ما حوّل التحويل من شريان حياة إلى صفقة مربحة له وحده.

مئات العائلات التي كانت تنتظر حوالات من أقاربها في الخارج وجدت نفسها أمام خيار مؤلم: إما الخضوع لشروط تيسير، أو الانتظار في المجهول.

ومع تزايد الضغط، اتّسعت رقعة المتعاملين معه، وتوسّعت أرباحه بشكل كبير، حتى بات يُصنّف اليوم ضمن قائمة الأثرياء الجدد في غزة.

فضيحة تيسير الصفدي

وفي غضون أشهر، تضاعف حجم ثروته، وبات من كبار المتربحين من الأزمة، دون أن يقدّم شيئًا حقيقيًا سوى استغلال واقع اقتصادي هش، وفقدان الرقابة، وغياب القنوات الرسمية.

ما فعله الصفدي لا يمكن عزله عن ظاهرة أوسع: طبقة من تجار الحرب والأزمات، ظهرت سريعًا، وركبت موجة الانهيار لتبني أرباحًا على حساب المحتاجين والمهمشين، تحت مسميات “خدمة” و”تسهيل”.

لم يكن نجاحًا تجاريًا، بل غنيمة من جوع الناس، وذكاءً انتهازيًا استغل الفراغ وانعدام الخيارات.

🔗 رابط مختصر:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى