رائد موسى.. بوقٌ مفضوح للتحريض على المقاومة بقلب حرب الإبادة

في زمنٍ تمر فيه القضية الفلسطينية بأسوأ محنها، ومع استمرار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، يبرز بين أوساط الإعلام والسياسة ما يُسمى بالمحللين السياسيين، الذين لا يكتفون بتغطية الأحداث، بل يتحولون إلى أدوات تحريضية تخدم الاحتلال وتضعف الجبهة الداخلية الفلسطينية.
رائد موسى هو واحد من هؤلاء الذين يجب أن تُسلَّط عليهم الأضواء بكثافة، لما يمثله من وجه مظلم يحاول تزييف الحقائق والترويج لأجندات خفية تخدم الاحتلال الإسرائيلي وتضعف المقاومة الفلسطينية.
من هو رائد موسى؟ ناطق باسم المنصات المشبوهة
لا يمكن فهم خطورة رائد موسى إلا من خلال تعامله المستمر مع منصة “جسور نيوز” الإماراتية، التي أثبتت عبر السنوات أنها ليست سوى أداة تابعة للنظام الإماراتي، تستخدم الإعلام لتمرير أجندات سياسية مشبوهة، منها التقليل من شأن المقاومة الفلسطينية وشيطنتها، ومحاولة تطبيع العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي عبر الترويج لمواقف تنسجم مع مخططات التطبيع الإماراتي-الإسرائيلي.
في مقابلاته الأخيرة على هذه المنصة، زعم موسى أن إخراج الفصائل الفلسطينية المسلحة من سوريا لا يمثل أي تضييق على القضية الفلسطينية، معتبراً أن نزوح سلاح المقاومة من مناطق مثل لبنان وسوريا أمر طبيعي ومقبول.
هذا التصريح ليس فقط تناقضاً صارخاً مع واقع المقاومة التي تواجه الاحتلال، بل هو إعلان دعم ضمني لسياسات تقويض قوة الفصائل في الخارج، ما يضعف الجبهة الفلسطينية بشكل عام ويخدم أجندات الاحتلال وأدواته في المنطقة.
رائد موسى ويكيبيديا
ما يزيد الأمر خطورة هو أن رائد موسى لا يكتفي بمواقف سطحية، بل يحرض بشكل مباشر ومستمر عبر منصة “جسور نيوز” على فصائل المقاومة الفلسطينية في خضم حرب الإبادة التي يتعرض لها قطاع غزة.
وفي وقت تتكاثف فيه الجهود من أجل التوحد ودعم المقاومة في مواجهة العدوان، يظهر موسى ليفرض سردياته المغلوطة، وينشر الأكاذيب والإشاعات التي تهدف إلى ضرب الروح المعنوية للجبهة الداخلية، وزرع الفتنة بين الفلسطينيين.
هذا التحريض الإعلامي يأتي في وقت حاسم، حيث يُعتبر دعم المقاومة وصمودها حجر الزاوية في مواجهة الاحتلال وسياساته الإجرامية. بينما الفلسطينيون يواجهون القصف والحصار والتشريد، يعمل موسى على تضعيفهم عبر الكذب والتزييف، متجاهلاً المعاناة الحقيقية ويغذي الانقسامات التي لطالما سعيت سلطات الاحتلال لزرعها.
فضيحة رائد موسى
الغريب في الأمر، أن هذا التحريض لا يأتي من فراغ، بل يحظى رائد موسى بتكريس دائم من إعلام حركة فتح والسلطة الفلسطينية التي تحترف الترويج له على أنه باحث في العلوم السياسية والقانون الدولي، في حين أن الواقع عكس ذلك تماماً.
فهو لا يمثل سوى عضو آخر في شبكة إعلامية تعمل كأداة من أدوات التنسيق الأمني مع الاحتلال، ويتقن فن العمالة الإعلامية التي تهدف إلى تضعيف المقاومة وتعزيز الخضوع للكيان الإسرائيلي.
هذا الدعم من السلطة ليس مفاجئاً، فمع تصاعد التنسيق الأمني الفلسطيني-الإسرائيلي، بات الإعلام التابع للسلطة منصة لنشر خطاب يهاجم المقاومة ويُسهم في تبرير القمع والاعتقالات والتصفية السياسية للفصائل التي تقاوم الاحتلال. رائد موسى هو نموذج واضح لذلك الخطاب، الذي يحاول تشويه صورة المقاومة وتشجيع الفلسطينيين على قبول واقع الانكسار والخضوع.
رائد موسى عضو في شبكة أفيخاي الإعلامية
لا يخفي مراقبون أن رائد موسى أحد أقطاب شبكة “أفيخاي”، التي تمولها وتوجهها مؤسسات استخباراتية إسرائيلية وأجنبية، وتعمل على تقديم سرديات مزيفة حول المقاومة الفلسطينية.
هذه الشبكة تسعى بشكل ممنهج إلى ضرب المقاومة إعلامياً عبر التضليل والتحريض، وتقديمها كتهديد للأمن الإقليمي، مع محاولة فصلها عن هموم وقضايا الشعب الفلسطيني.
وارتباط موسى بها يؤكد أنه ليس مجرد محلل سياسي عادي، بل هو جزء من منظومة إعلامية استخباراتية تستهدف تقويض المقاومة وإضعاف صمود الشعب الفلسطيني في وجه العدوان.
ما يفعله رائد موسى هو امتداد لما تقوم به السلطة الفلسطينية من تنسيق أمني وخضوع للاحتلال، حيث تتجسد هذه السياسات في محاولات إضعاف المقاومة من الداخل.
عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل، يعمد موسى إلى بث رسائل تحريضية تهدف إلى تقويض المقاومة، وتبرير التنسيق الأمني الذي يصادر دماء وأرواح الفلسطينيين.
هذه العمالة الإعلامية تأتي في سياق مشروع سياسي يسعى إلى تدمير القدرة المقاومة، وفرض واقع جديد يكرس الاحتلال ويفرض الاستسلام، على حساب الدم الفلسطيني والكرامة الوطنية.