عزات عقل.. ثري في زمن مجاعة غزة

في وقت يُذبح فيه أطفال قطاع غزة جوعًا، تبرز فئة من تجار الحرب تحاول تضخيم ثرواتها. ويطل عزات عقل برأسه من بين هؤلاء، لم يُعرف بنضال، ولا التزم بمبدأ، لكنه بات “ثريًّا في زمن المجاعة”، على حساب كرامة شعب بأكمله.
عقل الذي يعرف بلقب “عزو عقل” بات من جزء لا يتجزأ من طبقة “تجار الحروب” ممن جمعوا ثروات طائلة باستغلال فوضى الدمار والجوع المستمرة في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023.
من هو عزات عقل؟
أحمد محمد عقل، المعروف باسم “عزو عقل”، من مواليد عام 1956، وينحدر من سكان جباليا شمال قطاع غزة، لكنه يقيم في القاهرة، ويدير من شبكات تجارية واسعة، تشمل شركات للنقل والتجارة العامة وبيع التبغ.
ويستعمل عقل التجارة العلنية كستار لإخفاء جرائمه في تهريب ممنهج للمواد المحظورة، أبرزها السجائر، المعسل، وأقراص مخدرة، عبر المعابر التي تربط غزة بـ”إسرائيل” أو مصر.
وجنى عزو عقل من مقره الجديد في القاهرة ملايين الدولارات من خلال السيطرة على سوق التبغ وتهريب السلع بأسعار فلكية.
عزات عقل ويكيبيديا
وينتهج الاحتكار والتواطؤ، واستغلال حاجة الناس، والاعتماد على النفوذ والعلاقات لتجاوز القوانين والمعابر، بما في ذلك عبر التنسيق مع أطراف نافذة لدي المصريين والإسرائيليين.
ونجح عزو بوقت تخلو فيه أسواق غزة من الغذاء أو الدواء، بإدخال شاحنات تحمل أنواعًا معينة من السجائر والمعسل، تباع بأسعار فلكية تصل إلى 10 أضعاف سعرها الحقيقي.
ويدخل البضائع عبر شبكات تهريب يديرها عزو عقل وأمثاله، باستخدام معابر جانبية أو بترتيبات خاصة.
ويهرب أقراصًا مخدرة من نوع “ترامادول” و”ريمالجين” ومسكنات ثقيلة تُستخدم بإفراط أوساط الشباب كبديل عن العلاج النفسي الغائب أصلًا في غزة.
فضيحة عزات عقل
عزات عقل يتواجد في مصر منذ سنوات، ويُعرف بين أوساط رجال الأعمال بأنه “تاجر بلا قضية”، لا يتحدث في السياسة ولا يظهر في الإعلام، بل يعمل وراء الكواليس.
ويلجأ لتنفيذ إقامات استثمارية في القاهرة، وينسّق مع وسطاء شمال سيناء لإدخال البضائع إلى غزة، ويدفع رشاوي لتمرير الشحنات عبر المعابر والتنسيق مع ضباط جيش الاحتلال.
ويعتمد في تنفيذ عملياته داخل القطاع عبر وكلاء وشركات واجهة، تتولى توزيع السلع واحتكارها في الأسواق ما يصعب تتبع أنشطتهم مباشرة نظرًا لأنه لا يظهر فعليًا في غزة، لكنه يتحكم بالسوق عن بُعد.
جرائم عزات عقل
وعزو عقل عضو في شبكة أوسع من “تجار الحصار” الذين استفادوا من عقود طويلة من الانقسام والمعاناة. ففي بيئة تنهار فيها المؤسسات ويُضرب فيها الاقتصاد، وبات التهريب وسلب المواد الأساسية سوقًا سوداء مربحة.
ولا تدر تجارة عقل أرباحًا ضخمة فقط، بل تدمر النسيج المجتمعي والصحي لشباب يعانون من الحرب، والبطالة، وانعدام الأمل.