مصاصو الدماء

عماد نجم.. وجه الحرب الاقتصادي في غزة

في قلب معاناة قطاع غزة خلال الحرب المتكررة، برز اسم شركة “عماد الدين نجم للتجارة العامة والمقاولات” كرمز لوجه آخر من أوجه الأزمة، تلك التي تلتقطها أيدي التجار الذين يستغلون أوجاع الناس لتحقيق أرباح ضخمة على حساب معاناة الفلسطينيين.

يقود الشركة عماد الدين حمزة محمد نجم، من مواليد 1960، وهو أحد سكان حي الرمال في مدينة غزة. يصفه كثيرون بأنه أحد رجال الأعمال الذين استفادوا بشكل كبير من الأزمة، وتحولوا إلى مليونيرات خلال فترة الحرب، مستفيدين من علاقاته الوثيقة داخل مؤسسات السلطة الفلسطينية، لا سيما كونه عديل نبيل النحال، المسؤول عن ملف غزة في وزارة الشؤون المدنية.

من هو عماد نجم؟

هذه العلاقة مكنته من الحصول على تسهيلات كبيرة في استيراد البضائع عبر المعابر الإسرائيلية، ما أعطاه فرصة احتكار السوق في فترات الحصار والحرب.

ووفق مصادر خاصة، فإن الشركة التي يديرها عماد نجم كانت أحد أكبر المتحكمين في استيراد السلع الأساسية والبضائع الضرورية، مما سمح لها بممارسة احتكار الأسعار واستغلال نقص السوق.

وتوضح هذه الحالة صورة أوسع عن دور عدد من شركات وتجار الحروب في غزة، الذين يسيرون على خطى الأزمة، يرفعون أسعار السلع ويتحكمون في سوق يعاني أصلاً من ضغوط الحصار وقلة السيولة، ليحققوا أرباحًا طائلة على حساب الفقراء والمحتاجين.

عماد نجم ويكيبيديا

هذا الاحتكار ليس حالة فردية، بل جزء من منظومة واسعة من الشركات والتجار الذين يستغلون الأزمة لجمع ثروات طائلة، مستغلين حاجات الناس الملحة وظروف الحصار التي تفرض قيوداً قاسية على حركة البضائع والتجارة.

وتعد شركة عماد نجم واحدة من الشركات التي ارتفعت أرباحها بشكل ملحوظ خلال الحرب، لتتحول من شركة تجارية متوسطة إلى شركة مليونيرة، تستثمر في ظروف الفقر والمعاناة لتوسيع نفوذها المالي والتجاري في غزة.

وتستفيد هذه الشركات من شبكة علاقات متشابكة مع مسؤولين في مؤسسات السلطة، ما يثير تساؤلات كبيرة حول وجود فساد إداري واحتكار ممنهج، يفاقم معاناة السكان بدلاً من تخفيفها.

فضيحة عماد نجم

وخلال الحرب الأخيرة، شهد السوق حالة من الفوضى الاقتصادية، استغلها عماد نجم وشركته ليكونوا أحد أبرز المستفيدين، إذ تضاعفت أرباح الشركة بشكل غير مسبوق، في حين تفاقمت أزمات العائلات الفلسطينية التي تعاني من نقص الغذاء والدواء والخدمات الأساسية.

ويكثر الحديث عن ضرورة وضع ضوابط صارمة لمنع الاحتكار وحماية المستهلكين، الذين يجدون أنفسهم ضحايا لعمليات تضليل وتلاعب في الأسعار، بالإضافة إلى نقص السلع الأساسية التي باتت تتوافر فقط بأسعار باهظة لاحتكار بعض التجار.

وفي النهاية، فإن استغلال الأزمة من شركات مثل عماد نجم يعمق معاناة سكان غزة، ويمثل أحد أوجه الفساد الاقتصادي الذي يجب مواجهته بحزم، حفاظاً على حقوق المواطنين الذين يعيشون تحت وطأة الحصار والحرب المستمرة.

🔗 رابط مختصر:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى