عبد الناصر النمس.. من الهروب إلى أداة تحريض “إسرائيلية”

وجد الهارب من قطاع غزة عبد الناصر النمس ضالته في أحد العواصم الأوروبية، حيث استغل وجوده هناك في بث سموم لسانه من أجل زرع الفتنة الداخلية بين المواطنين في قطاع غزة، والترويج لسوداوية الحياة في غزة، في تبني واضح لرواية الاحتلال الإسرائيلي.
من هو عبد الناصر النمس؟
وُلد عبد الناصر النمس عام 1990 في قطاع غزة، وكان يحمل في وعيه أنه لا يمكن التعايش مع الحياة في غزة، فأخذ يحمّل مسؤولية فشله بالحياة للمقاومة الفلسطينية.
شبكة أفيخاي
بعد كشف حقيقة ارتباطه وتورطه في التعاون مع جهات خارجية، غادر النمس قطاع غزة إلى مصر ثم إلى تركيا وانتهى به المطاف في بروكسيل العاصمة البلجيكية.
في بروكسل كان من السهل على عبد الناصر النمس أن يكون أحد اللقطاء الذين اصطادهم شباك الاحتلال الإسرائيلي، وتجنيدهم ضمن شبكة أفيخاي أدرعي المتحدث باسم جيش الاحتلال.
انسجام مع رواية الاحتلال
في خضم الحرب الإعلامية التي تُشن على المقاومة الفلسطينية، برز عبد الناصر النمس كصوت ناقد للمقاومة وحاضنتها، لكنه لم يلتزم بحدود النقد البناء، بل انخرط في خطاب يتطابق بشكل واضح وكامل مع روايات الاحتلال الإسرائيلي.
ففي أكثر من مناسبة، وصف النمس المقاومة بأنها هي من “تحاصر أهلها”، واتهمها باستخدام “المدنيين كدروع بشرية”، وهي اتهامات طالما استخدمها الاحتلال لتبرير جرائمه بحق المدنيين الفلسطينيين.
تُظهر مواقفه انسجامًا تامًا مع سياسات الاحتلال الإعلامية، إذ أنه كرر – في أكثر من موقف- مصطلحات يستخدمها الاحتلال مثل “الإرهاب” بدل المقاومة، مما يجعله جزءًا من منظومة دعاية تخدم أهداف العدو في تفكيك الجبهة الداخلية الفلسطينية، وضرب المعنويات الوطنية.
تحريض على الانقسام الداخلي
ما يبعث بالقلق في خطاب عبد الناصر النمس ليس فقط عداؤه العلني للمقاومة وحاضنتها، بل تركيزه على بث السموم في صفوف الشباب الفلسطيني.
فقد بث في أكثر من مقطع فيديو له حالة من اليأس لدى شرائح المجتمع الغزي وخاصة الشباب، من خلال ترويج سوداوية الحياة بغزة دون التطرق إلى أن الاحتلال هو سبب كل الأزمات التي يعاني منها الفلسطينيين، وليس انتهاءً بدعوة الشباب للهجرة.
هذا الخطاب الذي تبناه النمس وروّج له كان يُسهم في إضعاف الروح الوطنية ويغذّي الانقسام الداخلي.
خصومة فاجرة
تجاوز عبد الناصر النمس حدود النقد السياسي المشروع، ووصل إلى خصومة فاجرة مع رموز العمل الوطني، تحديدًا قيادات حركة حماس، مثل خليل الحية، حيث امتلأت صفحته على “فيسبوك” بألفاظ شتم وسباب شخصي لهؤلاء القادة ولعوائلهم، ما يعكس انحدارًا أخلاقيًا وخروجًا عن كل القيم الوطنية.
ولا يعكس هذا السلوك خلافًا سياسيًا، بل إنه تحريض ممنهج ضد الرموز الفلسطينية الوطنية يهدف لضرب ثقة الناس بمكونات مشروع المقاومة، وهو بذلك يؤكد أنه يندرج ضمن منظومة إعلامية تستهدف تفكيك الجبهة الداخلية الفلسطينية، ما يشكّل تهديدًا للوعي الجمعي في ظل معركة طويلة مع الاحتلال.