مصاصو الدماء

ياسر أبو شباب: عميل الاحتلال يقود “قوات لحد” الجديدة بأوامر من الشاباك ومخابرات السلطة

بينما يعيش الفلسطينيون في قطاع غزة وطأة أعتى حرب إبادة جماعية يشنّها الاحتلال الإسرائيلي، أصبح العميل المجرم ياسر أبو شباب وعصابته أحد أدوات مشروع الاحتلال في استخدام سلاح الجوع ضد الفلسطينيين في القطاع.

وبرز اسم ياسر أبو شباب عقب العدوان الإسرائيلي على مدينة رفح في مايو/أيار 2024، حيث تحوّل إلى قاطع طريق أمام تدفّق المساعدات ونهبها، تحت حماية وتنسيق مع جنود الاحتلال الإسرائيلي.

من زنزانة المخدرات إلى خيانة الوطن: سجلّ إجرامي يؤهله للعمالة

قبل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، لم يكن ياسر أبو شباب اسمًا جديدًا في أروقة السجون بغزة؛ إذ قضى فترة طويلة خلف القضبان بتهم جنائية خطيرة، أبرزها تجارة المخدرات، والنهب، والابتزاز، وقضايا أخلاقية.

في 7 أكتوبر 2023، تعمّد الاحتلال الإسرائيلي قصف مركز الشرطة الذي كان فيه ياسر أبو شباب معتقلًا، حيث تم تدمير السجن لتمكين المجرمين، ومنهم أبو شباب المطلوب للإعدام، من الهروب.

“قوات لحد” الجديد: مرتزقة الاحتلال لتجويع وتهجير غزة

تحوّل دور ياسر أبو شباب، بتوجيهات مباشرة من “الشاباك”، من لصّ يسرق المساعدات بهدف تجويع الغزيين، إلى قائد عصابة مرتزقة.

وتنتشر هذه العصابة المكونة من مجموعة من المجرمين المعزولين اجتماعياً تحت حماية دبابات الاحتلال وخلف سواتر ترابية، تؤمّن “دخول المساعدات” ضمن الخطة الأمريكية-الإسرائيلية، وتظهر نفسها كوصيّ عليها.

جرائم دموية بحماية الاحتلال ومواجهات مع المقاومة

لم تقتصر ممارسات عصابة أبو شباب على نهب المساعدات، بل تسببت في قتل وجرح عشرات المواطنين، بمن فيهم سائقون ومواطنون وعناصر شرطة، خلال هجماتهم المتكررة في قطاع غزة. هذه الجرائم الدموية تؤكد الطبيعة العنيفة والإجرامية لهذه الميليشيا التي تعمل تحت مظلة وحماية الاحتلال.

وبحسب المعلومات، فإن مجموعة “أبو شباب” تتواجد في نقطتين: الأولى شرق رفح، حيث تتمركز المجموعة بشكل رئيسي، والثانية غربها، وهما منطقتان لا تتواجد فيهما قوات تابعة لحركة “حماس”.

ويفرض الاحتلال الإسرائيلي سيطرة كاملة على محافظة رفح، ويراقب التحركات داخلها بدقة، ولا يسمح للفلسطينيين بالاقتراب منها، مستهدفًا كل من يحاول ذلك بشكل مباشر وسريع.

وفي تسجيل مصوّر نشرته المقاومة الفلسطينية، يظهر تنفيذ كمين لوحدة من “المستعربين” في مدينة رفح، تبيّن لاحقًا أنهم عناصر من اللصوص التابعين لمجموعة ياسر أبو شباب.

لم يقتصر دور هؤلاء على قطع الطرق أمام شاحنات المساعدات وتفتيش المنازل وسرقتها، بل شمل أيضًا متابعة تحركات المقاومة في مناطق الاشتباك، ليتّضح أنها مجموعة من العملاء تضم العشرات ممن باعوا دينهم ووطنهم.

وتضم مجموعة ياسر أبو شباب عددًا من اللصوص الذين جلبهم شخصيًا، وتؤكد المصادر أن الغالبية منهم مطلوبون للعدالة على خلفية قضايا جنائية وأمنية.

كما تشير المصادر إلى أن عددًا من عناصر المجموعة ينتمون إلى جهاز المخابرات التابع لماجد فرج، وجزء منهم من ما يُعرف بـ”تفريغات 2005″.

ومن أبرز الشخصيات في المجموعة غسان الدهيني، الذي يعرّف نفسه على صفحته في “فيسبوك” بأنه “رائد في قوى الأمن الفلسطيني”، وقد ظهر في مقطع فيديو وهو يوقف سيارة تابعة للصليب الأحمر الدولي.

وكشف موقع “الأخبار” اللبناني أن من بين عناصر مجموعة أبو شباب شخصًا يُدعى (ع. ن.) اقتحم عقدة قتالية شمال النصيرات، حيث قتل عددًا من المقاومين، واستولى على عتادهم العسكري، وآخر تورّط في جرائم قتل في مدينة دير البلح، حيث قتل شخصًا من عائلة «أ».

وتؤكد مصادر أمنية في قطاع غزة، أن الشخص ع. ن.، هو المجرم عصام النباهين من مخيم البريج، ومحكوم بالإعدام بسبب ضلوعه بقتل مقاومين في مخيم النصيرات.

من يموّل ويُسلّح مجموعة ياسر أبو شباب الإجرامية؟

تتنوع مصادر تمويل العصابة التي يتزعمها ياسر أبو شباب، ما بين ما تجنيه من السرقات إلى الأموال القادمة من الإمارات، والمخابرات الفلسطينية التي يقودها ماجد فرج وبهاء بعلوشة.

وبحسب تحقيق موقع “الأخبار”، فإن المجموعة تلقّت مبالغ مالية لشراء السلاح المسروق من السوق المحلية.

لكن مصادر أمنية في قطاع غزة أكدت أن المجموعة ذاتها سرقت عتادًا يعود لمقاومين استُشهدوا في معارك قتالية بمدينة رفح وشرق مدينة خانيونس.

وأكد شهود عيان، وصور نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، امتلاك المجموعة لبنادق إسرائيلية.

براءة العائلة: إعلان موت اجتماعي

في خطوة غير مسبوقة، أصدرت عائلة أبو شباب بيانًا وطنيًا أعلنت فيه البراءة التامة من ياسر وعرفات، مطالبةً بقتل الأول، معتبرةً أن ما يقوم به “يمسّ بشرف العائلة وتاريخها”. جاء هذا البيان بعد أن تبيّن للعائلة، عبر صور وفيديوهات، أن من كانوا يعتقدون أنه يساعد الناس، إنما يتحرك ضمن ميليشيا تؤدي وظائف المستعربين.

تلك البراءة لم تكن شكلية، بل إعلانًا صريحًا بسقوط الغطاء الاجتماعي عن مشروع ياسر، وهو ما اعتُبر في عُرف غزة حكمًا ميدانيًا بنهاية دوره الأخلاقي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى