مصاصو الدماء

مؤسسات إغاثة ومبادرين في غزة.. المطر يكشف سوءة فسادهم

"تسيب وغياب فاضح"

مع أول منخفض جوي يطرق أبواب قطاع غزة هذا الموسم، انكشفت هشاشة الواقع الإنساني الذي يعيشه مئات آلاف النازحين، وتعرّت معه عورة مؤسسات الإغاثة المحلية والدولية، إضافة إلى عشرات المبادرين الذين عجزوا عن توفير الحدّ الأدنى من الحماية للنازحين داخل خيام لا تصلح للسكن البشري.

الخيام تغرق… مؤسسات نائمة والنازحون يستغيثون

منذ الساعات الأولى لهطول الأمطار، بدأت نداءات الاستغاثة تتدفق إلى الدفاع المدني في غزة، بعد أن غرقت عشرات الخيام في محافظات عدة، أبرزها غزة والوسطى وخانيونس ورفح.

مشاهد الأطفال وهم يغوصون في المياه داخل خيامهم كشفت حجم التقصير الفادح في منظومة الاستجابة الإنسانية الذي يصفها مراقبون ومواطنون أيضًا بأنها فاسدة.

ورغم التحذيرات المتواصلة منذ شهور من قدوم الشتاء، إلا أن الواقع يؤكد أن أي خطة إغاثية حقيقية لم تُعَد أصلًا، لا من المؤسسات المحلية، ولا من المبادرين الذين يجمعون المال لصالح الفقراء ولا يعرف أين يصرف.

مؤسسات غائبة… ونازحون يواجهون الشتاء وحدهم

على الرغم من وجود عشرات المؤسسات والجمعيات والفرق التطوعية، فإن الميدان أظهر غيابًا شبه كامل للخيام المقاومة للمطر والرياح، فمعظم هذه الخيام التي توزَّع منذ أشهر لا تصلح حتى للظل، فما بالك بالشتاء.

ويشكو عدد كبير من النازحين والمواطنين من غياب آلية عادلة لتوزيع الخيام على مستحقيها، ما يدفع بعض المستفيدين إلى بيعها بأسعار مرتفعة، في وقت يضطر فيه المحتاجون لشرائها رغم أوضاعهم الإنسانية القاسية.

 

مبادرات شعبية… “نسمع جعجعة ولا نرى طحينًا”

برزت خلال حرب الإبادة على غزة مبادرات شبابية وشعبية ضخمة، بعضها حقق إنجازات مهمة، لكن جزءًا كبيرًا منها اكتفى بالظهور الإعلامي وجمع التبرعات دون قدرة حقيقية على تقديم حلول جادة للنازحين.

فمع أول اختبار حقيقي، ظهر أن غالبية المبادرات تفتقر للتخطيط والتجهيز، وأن مواردها لم تُستثمر في تجهيز بنى تحتية للمخيمات أو توفير خيام مقاومة للمطر والبرد.

كارثة كان يمكن منعها

الصدمة التي أحدثتها الأمطار ليست حدثًا مفاجئًا فقد حذرت مؤسسات دولية ومحلية من أن الشتاء سيكون أشد قسوة على أكثر من نصف مليون نازح يعيشون في خيام بالية من قماش رقيق.

ويرى مواطنون ومطلعون على أوضاع النازحين أنه كان بالإمكان خلال الأشهر الماضية العمل على تجهيز كرفانات خفيفة أو وحدات سكنية مؤقتة للنازحين.

عدا عن رفع أرضيات الخيام وتوفير خيام ذات مواصفات مطرية وإنشاء مصارف مياه في المخيمات، وتوزيع ملابس شتوية وأغطية مناسبة للنازحين.

ويقول هؤلاء إن الأمطار لم تكن المشكلة في ظل ازدحام المشهد بعدد مهول من المبادرين والمؤسسات الإغاثية في غزة بل كشفت قسوة الواقع، وانكشاف المنظومة الإنسانية، وضعف جاهزية المؤسسات، وغياب التخطيط، وعدم قدرة المبادرات على مواجهة استحقاقات فصل شتاء طويل ينتظر النازحين.

🔗 رابط مختصر:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى