
أعلنت مؤسسة غزة المشبوهة والتي تطلق على نفسها لقب “إنسانية” وتدعمها إسرائيل وأمريكا انتهاء مهمتها وعملها داخل قطاع غزة.
وقالت مؤسسة غزة في بيان إنها “أنهت بنجاح مهمتها الطارئة في غزة بعدما قدمت أكثر من 187 مليون وجبة مجانية مباشرة إلى المدنيين المقيمين في القطاع، في إطار عملية انسانية قياسية أتاحت ضمان وصول المساعدة الغذائية إلى العائلات الفلسطينية في شكل آمن، ومن دون أن تستولي عليها حماس أو كيانات اخرى”.
وفي أعقاب بيان مؤسسة غزة الذي أحدث ضجة عبر مواقع التواصل دعت فصائل وجهات فلسطينية لضرورة إجراء تحقيق دولي في عمل هذه المؤسسة المشبوهة
واعتبرت حركة “حماس” إعلان المؤسسة إنهاء عملها داخل قطاع غزة “خطوة مستحقّة لمؤسسة لا إنسانية، سقطت بسقوط مشروع الإبادة وهندسة التجويع بالشراكة مع الاحتلال الصهيوني”.
وأشارت الحركة، في بيان إلى أنّ هذه المؤسسة، “شكّلت منذ دخولها القطاع، جزءاً من المنظومة الأمنية للاحتلال، باعتمادها آليات توزيع لا تمتّ للإنسانية بصلة، وخلقها ظروفاً خطرة ومهينة لكرامة المجوّعين من أبناء شعبنا الفلسطيني”
وطالبت حركة “حماس” المؤسسات القانونية والمحاكم الدولية “بملاحقة هذه المؤسسة والقائمين عليها، ومحاسبتهم على جرائمهم بحق شعبنا، حتى لا تتكرر المأساة ولحماية الإنسانية من الإرهاب الدولي المنظّم”.
وكانت المؤسسة تدير 4 مراكز توزيع فقط في قطاع غزة، مقارنة بنحو 400 مركز تديرها الأمم المتحدة وتقدم خدماتها قبل وقفها بضغط اسرائيلي.
ويتهم مراقبون مؤسسة غزة الإنسانية بتعمد قتل المئات وإصابة الآلاف من المواطنين الذي كانوا يتوجهون لمراكز التوزيع بشكل يومي.
ومنذ إنشاء المؤسسة واجهت اتهامات دولية وفلسطينية بانتهاك حقوق الإنسان، والمساهمة في حرب التجويع التي تنفذها “إسرائيل”.
وعلى مدار شهور من عملها، كان عناصر مؤسسة غزة الإنسانية يطلقون النار على طالبي المساعدات، ما أدى لسقوط 2615 شهيدُا على الأقل في محيط مراكز هذه المؤسسة.
وفي خضم الحرب صدرت تحذيرات دولية عدة من آلية عمل المؤسسة المشبوهة، إذ قال متحدث باسم الأمم المتحدة ينس لايركه حينها، إن عمل مؤسسة إغاثة غزة المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة ما هو إلا تشتيت للانتباه عما هو مطلوب مثل فتح المعابر.
مكتب الإعلام الحكومي في غزة قال في بيان: “إن ما يسمى مؤسسة غزة الإنسانية (GHF) التي أعلنت أمس انتهاء عملها في نقاط توزيع المساعدات في قطاع غزة، هي جهة تورطت بشكل مباشر في الاستدراج المنهجي للمدنيين المُجوّعين إلى مصائد موت منظمة، خُطط لها وأُديرت ضمن المنظومة الأمريكية–الإسرائيلية، تحت غطاء العمل الإنساني”.
وقال المكتب إن هذه المؤسسة كانت شريكاً أصيلاً في صناعة مشاهد القتل الجماعي، ومنفذاً عملياً لأخطر مخطط استهدف المدنيين عبر أدوات التجويع والإبادة الجماعية في العصر الحديث.
تعليقات
الناشطة بتول حمد كتبت عبر “فيس بوك” قائلة: “خبر مفرح ولن ننسى اجرامهم رسمياً مؤسسة غزة الانسانية تُعلن نهاية عملها قطاع غزة واحدة من أهم اسباب المجاعة واذلال الفلسطينيين الحمد لله .. إلى مزابل التاريخ”.
النقابي زكريا بكر كتب على صفحته: ” #مؤسسة غزه الإنسانية الأمريكية يجب محاسبتها أمام محكمة الجنايات الدولية واعتبار من أدارها وعمل فيها مجرم حرب وشريك أساسي مع الاحتلال بحرب الأبادة يكفي أنه وفى عهدها سُجل أكبر عمليات قتل لطالبي المساعدات”.
وعلق حساب ناشطة باسم أم كرم “مع القلعة مؤسسة القتل والاجرام”.
أما حسن أبو عاصي فعلق قائلًا: ” بشكل رسمي.. مؤسسة غزة الإنسانية تنهي عملياتها.. هذا الخبر معناه لا عودة للمجاعة ولا إغلاق المعابر “.
بسام أبو عليان كتب قائلًا: ” لهذه #المؤسسة فضل كبير على كثير من اللصوص، وقطاع الطرق، فجعلتهم من أثرياء #غزة غير الشرعيين. هم الآن الذين يؤمون محلات الجوالات لشراء الآيفون بأسعاره المرتفعة، وبناء مشاريع زواج فاشل بالمال الحرام”.
وكتب الناشط علي أبو رزق قائلًا: ” شهد اليوم نهاية أحد أشد الكوابيس فظاعة خلال حرب الإبادة في غزة، نهاية ما يسمى مؤسسة غزة الإنسانية، هذه المؤسسة وعناصرها، الذين تلذّذوا بقتل الغزيين وقنصهم وتعذيبهم وقهرهم وانتهاك كرامتهم وكرامة نسائهم وأطفالهم، في أكثر مشاهد الخسّة والبشاعة والانحطاط التي عرفها العالم منذ عقود أو قرون طويلة”.
وتابع “صحيح أن اليوم شهد نهاية مؤسسة مصائد الموت، ولكن الأصل أنه بدأ اليوم وأمس وغدًا محاسبة كل من تورّط فيها، وروّج لها، وكتب من أجلها، ودعمها بالمال والسلاح والأفراد وحتى بالمساعدات الوهمية”.
وأضاف أن “ثأر الفلسطينيين طويييل، ولا ينتهي إلا بمحاسبة كل من تطاول عليهم وعلى أبنائهم وأمعن في قتلهم وإذلالهم، ثأرهم طويل وطويل جداا”.
وقال الناشط حسن القطراوي “كانوا يقولون بأن ما يسمى بمؤسسة غزة الإنسانية ستبقى في غزة إلى الأبد، وأنها ستكون بديلاً عن وكالة غوث اللاجئين الأونروا، ها هي تعلن إغلاقها بنفسها، وتذهب إلى الجحيم”.
وتابع في منشوره عبر “فيس بوك” “لن ننسى كل قطرة دم غالية سقطت من أهلنا الجوعى الذين ذهبوا إلى هناك رغمًا عنهم بحثًا عما يسد جوعهم وجوع أبنائهم، سنذكرها كأداة فاشية صُممت لاستدراج الجوعى وقتلهم”.
وأضاف القطراوي “مؤسسة غزة اللا إنسانية نموذج مصغر عن مصير الاحتلال الذي لن يطول بقاءه بإذن الله، فكل احتلال مصيره إلى زوال مهما بدا قويًا وباطشًا، هذه الأرض تعرف أصحابها ويعرفونها”.



