زاوية أخبار

المجد اوروبا.. تحقيق إسرائيلي يكشف من يقف خلفها

يديرها إسرائيلي

كشف تحقيق لصحيفة هآرتس الإسرائيلية أن منظمة المجد اوروبا يديرها شخصٌ إسرائيلي، وهي المنظمة ذاتها التي تنظم رحلات ذهاب بلا عودة لفلسطينيين من قطاع غزة إلى وجهات حول العالم.

وقبل يومين كشفت سفارة فلسطين في “جنوب إفريقيا” عن ضلوع جهة غير مسجلة ومشبوهة في ترتيب سفر 153 مواطنًا فلسطينيًا من قطاع غزة، مستغلةً الظروف الإنسانية القاسية التي يعيشها الأهالي.

وقال بيان صادر عن السفارة، إن جهات مجهولة استخدمت أساليب الخداع، والاستغلال المالي لتنظيم رحلة غير قانونية وغير مسؤولة.

وأوضحت أن هذه الجهة تركت العائلات تواجه التعقيدات وحدها، بعد أن تنصّلت من أي مسؤولية فور ظهور المشكلات عند وصولهم عبر مطار “رامون” (جنوب فلسطين المحتلة) مرورًا “بنيروبي” بكينيا إلى “جنوب أفريقيا”، ومن دون أي إشعار مسبق للجهات الفلسطينية الرسمية.

المجد اوروبا ويكيبيديا

وأكد تحقيق الصحيفة الإسرائيلية أن منظمة المجد اوروبا التي تعرف عن نفسها على موقعها الإلكتروني بأنها “منظمة إنسانية تقدّم المساعدة وجهود الإنقاذ للمجتمعات المسلمة في مناطق النزاع والحروب”، يديرها شخص يدعى تومر جانار ليند وهو إسرائيلي أستوني.

وكشف التحقيق أن مكتب الهجرة الطوعية المنشأ من قبل حكومة الاحتلال والملحق بوزارة الجيش قد أحال منظمة المجد اوروبا إلى وحدة المنسق الإسرائيلي.

ولفت إلى أن آخر مجموعة خرجت من غزة، وتضم 153 غزيًا، أقلعت إلى نيروبي بطائرة مستأجرة تابعة لشركة Fly Yo.

وتابعت الصحيفة أنها علمت أن المسافرين لم يعرفوا إلى أي دولة سيسافرون، ومن نيروبي، استقلوا طائرة مستأجرة لشركة الطيران الجنوب أفريقية Lift، ووصلوا صباح الخميس إلى جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا.

فيما قامت سلطات البلاد باحتجازهم داخل الطائرة لأكثر من 12 ساعة، بحجة أنهم وصلوا دون الوثائق المناسبة، ومن دون تذكرة عودة، ودون ختم خروج على جوازاتهم عند مغادرتهم دولة الاحتلال.

وذكر التحقيق أن منظمة المجد اوروبا وعبر موقعها تقول إنها تأسست عام 2010 في ألمانيا، وأن لديها مكاتب في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية.

إلا أن تحقيق صحيفة “هآرتس” يُظهر أنه لا في ألمانيا ولا في القدس الشرقية مسجَّلة جمعية بهذا الاسم، وأن موقعها الإلكتروني أُنشئ فقط في شهر فبراير من هذا العام.

كما أن الروابط المؤدية إلى صفحاتها على شبكات التواصل الاجتماعي لا تقود إلى أي صفحات حقيقية، وفق التحقيق.

المجد اوروبا وهمية

وقال التحقيق الإسرائيلي أنه لا يظهر في موقع المجد اوروبا أي معلومات تعريفية عن إدارتها، “ولكن في نسخة قديمة منه ظهر شعار شركة مسجَّلة في إستونيا تُدعى Talent Globus”.

وتفصّل صفحة في الموقع “شروط الهجرة الطوعية من قطاع غزة”، وتذكر صراحة أن شركة Talent Globus هي التي تنظّم تلك المجموعات.

وبحسب الموقع، فإن المجد اوروبا تعمل ظاهرياً في مجال الاستشارات وتجنيد القوى العاملة، إلا أن الموقع يعرض صوراً عامة مأخوذة من الإنترنت، ورقم هاتف غير صحيح، وعناوين في إستونيا ولندن وقطر، وفق التحقيق الإسرائيلي.

ووفق التحقيق لصحيفة هآرتس العبرية يُظهر البحث في السجل التجاري الإستوني أن شركة Talent Globus أسسها قبل عام تومر يانار ليند.

وبحسب السجل التجاري في بريطانيا، فقد أسس ليند خلال العقد الماضي أربع شركات في البلاد؛ ثلاث منها لم تعد نشطة.

وعند اتصال صحيفة “هآرتس” برقم هاتف مؤسس المجد اوروبا ليند في لندن، لم يُنكر تورطه في تنظيم خروج الغزيين، لكنه رفض الكشف عن الجهة التي تقف وراء الجمعية، وقال: “لست مهتماً بالتعليق في هذه المرحلة، ربما لاحقاً”.

مؤسسات غير مسجلة

وأكد حقوقيون أن هذه المؤسسة لا تمتلك أي صفة قانونية ولا تظهر في السجلات الرسمية في جنوب أفريقيا أو الدول الوسيطة.

ورجح هؤلاء أن تكون وراءها شبكات استغلال أو تجارة بيانات أو عمليات نصب مرتبطة بوعود وهمية للتوطين.

وتطالب جهات حكومية بغزة ومطلعون مرارًا سكان القطاع عدم تسليم أي بيانات شخصية أو وثائق رسمية لأي جهة غير معروفة، والتأكد من هوية المؤسسات عبر قنوات رسمية قبل التعامل معها، خاصة في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي تجعل آلاف العائلات عرضة للاستغلال.

المجد اوروبا

في السياق قال رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، إن أكثر من 150 فلسطينيا وصلوا إلى بلاده قادمين من قطاع غزة في ظروف غامضة، بعد أن نُقلوا على متن طائرة مستأجرة هبطت في مطار جوهانسبرغ الخميس.

وبحسب السلطات، احتجزت شرطة الحدود 153 فلسطينيا لمدة 12 ساعة بسبب عدم وجود أختام خروج إسرائيلية على جوازات سفرهم قبل أن تسمح وزارة الداخلية بدخولهم بعدما تكفلت جمعية “هبة الواهبين” الخيرية بإيوائهم.

وقال رامافوزا للصحافيين “يبدو أنهم طُردوا… إنهم أشخاص من غزة وُضعوا بطريقة غامضة على متن طائرة مرت عبر نيروبي وجاءت بهم إلى هنا”، مؤكدا أن حكومته ستفتح تحقيقا في ملابسات وصولهم، لكنها استقبلتهم بدافع “التعاطف مع وضعهم الإنساني”.

وقالت وزارة الداخلية، إن 130 من أفراد المجموعة بقوا في جنوب إفريقيا، بينما غادر الآخرون إلى وجهات مختلفة.

 

 

🔗 رابط مختصر:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى