فقراء غزة في مواجهة مصاصي الدماء.. من يوقف جشع التجار؟

في محيط مفترق السرايا وسط مدينة غزة، يقف “أبو حسام” الموظف المتقاعد، حاملًا ورقة صغيرة كتب عليها احتياجات بيته من السوق.
ينظر في الأسعار ثم يعيد الورقة إلى جيبه وهو يتمتم: “هدول بدهم واحد مليونير عشان يطبخ طبخة محترمة”.
فلم يعد شراء كيلو لحم خيارًا سهلًا لأبي حسام، بعدما وصل سعره إلى 70 شيقل، بينما تبيعه بعض مطاعم الكباب الجاهز بـ140 شيكل، أي ضعف السعر تقريبًا.
“يعني لو شويته عندهم لازم أدفع حق الفحم، والبصل، وحتى نفسهم”، يقول أبو حسام ساخرا.
أما لفة الشاورما، فباتت تباع ما بين 70 إلى 100 شيقل ببعض المطاعم، رغم أن محتواها لا يتجاوز 100 غرام من اللحم وقليل من الصلصة.
حتى لفة الفلافل التي كانت طعام الفقراء ارتفعت إلى 10 شيقل وبلغ سعر صحن الحمص 8 شيقل، مع أن أسعار مكوناته كالحمص والزيت والحطب انخفضت مؤخرًا.
هذا الحال بات يغضب المواطنين كثيرا، وما يرفع من حنقهم هو رفض بعض التجار وأصحاب المحال قبول كثير من الأوراق النقدية بحجج واهية كأنها “قديمة” أو “مشقوقة”، ما يعتبره الناس إهانة لكرامتهم.
أم رامي وهي ربة منزل من الشجاعية تقول: “صرنا نحس إنهم مش بس بيغلوا الأسعار، كمان بيذلونا وإحنا بندفع”.
وتضيف وهي تتحدث بقهر: “نطالب الحكومة تراقب الأسعار.. التجار صاروا يتحكموا بكل شيء، حتى بالعملة وبجب وضع حد لهم”.
أبو حسام وأم رامي كانا لسان حال المواطن الذي يطالب بالتحرك لوقف هذا الاستغلال ومحاسبة كل من يرفع الأسعار دون وجه حق.
ويرى هؤلاء أن “المعيشة لم تعد تحتمل من قبل مصاصي الدماء، والغلاء صار كابوسا يوميا”.



