كيف صار التاجر رفيق أبو عكر مليونيرًا على حساب غزة؟

رفيق أبو عكر، المولود في 22 سبتمبر 1986 في مدينة خانيونس والمقيم حاليًا في العاصمة المصرية القاهرة، بات رمزًا لصورة فساد جديدة تستغل الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها قطاع غزة.
كشريك في شركة “أبو عكر التجارية” المتخصصة في المواد الغذائية والسكر والمعلبات، لم يكتفِ بمراكمة ثروته من التجارة التقليدية، بل غاص عالم الحوالات المالية التي باتت سوقًا سوداء واسعة ومربحة تستغل جوع ومعاناة الفلسطينيين.
من هو رفيق أبو عكر؟
في ظل الحصار المتواصل والحروب المتكررة على غزة، تعتمد آلاف الأسر على تبرعات وحوالات جمعيات ومؤسسات خيرية من الخارج، التي يفترض وصولها لمستحقيها لتخفف من وطأة الأزمة.
لكن أبو عكر استغل الواقع بحرفية عالية، إذ يستلم حوالات مالية ضخمة من جمعيات تدعي العمل الإنساني عبر روابط خارجية، ليحولها إلى حسابات أشخاص وجمعيات بغزة مقابل نسبة تزيد على 50%، مما يضمن له أرباحًا طائلة على حساب دم وجوع شعب بأكمله.
التعامل عبر السوق السوداء للحوالات يفضح واقع استغلال الأزمة، إذ تتحول الأموال التي يفترض أن تكون مساعدات إنسانية إلى أداة للربح الفاحش، في ظل غياب الرقابة الفعلية أو المساءلة القانونية.
فضيحة رفيق أبو عكر
وتعتبر السوق السوداء بمثابة شبكة سرية تتحكم في تدفق الأموال، معتمدة على علاقات واسعة داخل غزة وخارجها، ما يزيد من تعقيد الأزمة ويحول دون وصول الدعم لمن يحتاجه بالفعل.
كما أن استغلال الحوالات بهذا الشكل لا يقتصر على الجانب المالي فقط، بل يعمق الانقسام الاجتماعي والاقتصادي بغزة، إذ يزداد الفقر وتتوسع فجوة الطبقات مع الممارسات التي تغذيها جشع التجار والمتعاونين مع السوق السوداء.
رفيق أبو عكر مثال صارخ لمن يربحون من مأساة شعبهم، مستفيدين من الظروف القاسية ليصبحوا من أثرياء الأزمة، بينما يظل غالبية الفلسطينيين في غزة يكابدون أزمات الحصار والبطالة والفقر المدقع.
فساد رفيق أبو عكر
هذه الحالة تثبت أهمية ضرورة وضع آليات صارمة لمراقبة وتحقيق الشفافية في العمليات المالية، خاصة المتعلقة بالمساعدات الخارجية.
قصص مثل رفيق أبو عكر ليست مجرد حكايات فساد عابرة، إنما جرح مفتوح في جسد غزة، يزداد اتساعًا كلما استمر استغلال الحاجات الإنسانية والتربح على وجع شعب لا يجد سوى صبره وحلمه بالحرية وسيلة للنجاة.