طلعت بركة.. الوجه القذر لنهب المساعدات في غزة

في ظل الحصار الخانق والجوع المستشري في قطاع غزة، يبرز اسم طلعت بركة كرمز صارخ للفساد والنهب الذي يستغل معاناة المواطنين.
منذ سنوات، استطاع بركة أن يتحول من مجرد تاجر عادي لمليونير بفضل مخزوناته من المعلبات وكوبونات المساعدات والسكر والمكملات الغذائية التي يشتريها بأسعار منخفضة، ثم يعيد بيعها بأسعار فلكية في سوق يشهد نقصًا حادًا.
من هو طلعت بركة؟
طلعت الديب مسلم بركه من مواليد 3/5/1976 ويبلغ من العمر 49 عاما يحمل هوية رقم 410308308.
بركة لا يعيش فقط في منطقة بني سهيلا، بل يمتلك منزلًا آخر في دير البلح، ويتحكم في تجارة الشاحنات المنهوبة، مستفيدًا من فوضى السوق وانهيار الرقابة.
خلال أوقات الأزمات، يستغل سيطرة اللصوص وقطاع الطرق على الإمدادات الأساسية ليزيد من معاناة السكان، محولًا الأزمة إلى فرصة للثراء غير المشروع.
في ظل جوع ملايين الغزاويين، يُعتبر تصرف بركة نموذجًا صارخًا لكيفية استفادة قلة قليلة على حساب المئات الآلاف، ما يثير تساؤلات جدية حول مدى حرص الاحتلال على توسيع نفاذ تجار الحرب وتربحهم من وجع غزة.
فضيحة طلعت بركة
بركة ومثله هؤلاء التجار يعمقون الأزمة الاقتصادية في غزة، إذ يعيدون ضخ الأموال ضمن دائرة الفساد والاستغلال، ما يحرم الفئات الأضعف من حصولها على المواد الأساسية بسعر عادل.
ولا يقتصر تغلغل شبكات الفساد في توزيع المساعدات على الأفراد فقط، بل له أبعاد مؤسساتية، وهذا يتطلب تدخلًا حازمًا لضمان وصول الدعم لمستحقيه.
ويُعتبر الاحتكار أحد أبرز التحديات التي تواجه سكان غزة، إذ يُسيطر عدد محدود من التجار على السوق، ما يرفع الأسعار بشكل جنوني.
الباحث الاقتصادي أحمد أبو قمر يقول إن الاحتلال عمد إلى حصر استيراد البضائع في أيدي 5 تجار فقط، ما ساعد على احتكار السوق ورفع الأسعار بسبب كميات البضائع المحدودة وسياسة “التقطير”.
فساد طلعت بركة
كما يشير تقرير لمؤسسة أمان إلى أن عديد التجار في غزة يلجأون إلى حبس السلع الأكثر استهلاكًا من الأهالي واحتكارها لإحداث حالة تعطش الأسواق لها، ثم تقطير إدخالها للسوق ما يؤدي للمحافظة على سعرها المرتفع.
وفي ظل هذه الممارسات، ترتفع الأصوات المطالبة بتفعيل الرقابة وضبط الأسعار لمواجهة الاحتكار في غزة.
وائل بعلوشة، مدير مكتب ائتلاف أمان في غزة يؤكد ضرورة اتخاذ إجراءات رادعة ضد ظاهرة الاحتكار، وتعزيز دور الجهات الرقابية لضمان وصول السلع الأساسية إلى المواطنين بأسعار معقولة.
وتبقى صرخة سكان غزة واحدة في ظل الحصار الخانق والجوع المتزايد: “أنقذونا من التجار قبل أن نموت جوعًا”.