بهاء بعلوشة.. “الأصبع الخفي” لإسرائيل بأزمات غزة

لا تستخدم “إسرائيل” فقط الطائرات والدبابات في حربها على قطاع غزة منذ 21 شهرًا، بل تعتمد على حرب ناعمة يقودها فلسطينيون، عبر إثارة الأزمات، واستخدام التجويع كسلاح، لضرب الروح المعنوية، وإجبار أهلها على الركوع.
اسم المسؤول بجهاز المخابرات العامة بالسلطة الفلسطينية بهاء بعلوشة يبرز في صدارة القائمة.
وتحول بعلوشة إلى رمز للتواطؤ مع جيش الاحتلال ضد غزة، وإدارته لمشاريع ضرب وحدة الفلسطينيين.
من هو بهاء بعلوشة؟
ينحدر بهاء بعلوشة من عائلة فلسطينية شهيرة في غزة.
انضم إلى جهاز المخابرات العامة منذ سنوات طويلة، وتنقل بين مناصب أمنية ذات طابع حساس.
وأوكل له مهام سرية خاصة بملفات غزة، وشؤون الفصائل، ومتابعة النشاطات الميدانية والاجتماعية به.
سطع اسمه أثناء أحداث الإنقسام عام 2007، بعدما قتل 3 من أطفاله بحادثة لا يزال الغموض يكتنفها.
ورغم إثارة عديد الروايات حول الحادثة، بقي صاحبها فقط هو من يحتفظ بالسبب الحقيقي.
بهاء بعلوشة ويكيبيديا
عرف عن بعلوشة قربه الشديد من قيادات السلطة وأجهزتها الأمنية، ما منحه نفوذًا واسعًا بملفات عدة.
إدارته للمعابر والاتصالات الأمنية مع الاحتلال جعلته من أبرز شخصيات السلطة.
بات أكثرها شبهة لطبيعة تحركاته وارتباطاته، حتى افتضح تورطه بأعمال تصبّ بخدمة الاحتلال.
بعلوشة يعمل كحلقة وصل غير معلنة بين جهاز مخابرات السلطة وجهاز “الشاباك” الإسرائيلي.
يناط به مسؤولية إتمام سياسة التنسيق الأمني المستمرة رغم كل الدم المسفوك في غزة.
يمرر بعلوشة معلومات أمنية حساسة بشأن مواقع ومنازل شخصيات مقاومة، وتحركات قادة ميدانيين.
ويزعم من وراء خيانته عمله على “حماية الأمن الفلسطيني” أو “منع الفوضى” في الشفة الغربية.
فضيحة بهاء بعلوشة
لكن هذه المعلومات تُستخدم لاحقاً باغتيالات أو ضربات جوية إسرائيلية، أودت بحياة مقاومين ومدنيين.
هذه التهم، وإن لم تُعلن من القضاء الفلسطيني، إلا أنها تحولت إلى قناعة راسخة لدى قطاعات واسعة من الفلسطينيين في غزة
ويوضف بعلوشة وأمثاله كسبب خفي وراء دقة الضربات الإسرائيلية التي كثيراً ما طالت قيادات المقاومة.
من أكثر الملفات حقارة التي تثبت تورط بها بعلوشة، دوره في زيادة معاناة غزة بالتواطؤ في سياسة الحصار.
أسهم بعلوشة بتعطيل دخول مساعدات إنسانية أو تمرير قوائم انتقائية للأسماء المسموح لها بالحصول على مساعدات غذائية وطبية، وفق اعتبارات سياسية وأمنية.
ويتهم بتنفيذ خطة ممنهجة لاستعمال الجوع كسلاح حرب ضد المدنيين في غزة.
جرائم بهاء بعلوشة
ويرغب لتحقيق أهداف سياسية وأمنية، أبرزها دفع السكان للتمرد على المقاومة، أو القبول بحلول تتماشى مع خط السلطة أو ترتيبات أمنية تضمن السيطرة الأمنية بعد الحرب.
التورط يكتسب خطورته من كون بعلوشة شخصية مطّلعة على تفاصيل دقيقة في ملفات الغذاء والإغاثة، بحكم موقعه الأمني وصلاته بالمؤسسات الدولية في غزة.
ولديه عضوية في فريق يملك التأثير في قوائم التصاريح الخاصة بدخول البضائع والأفراد.
مهندسو تجويع غزة
بعلوشة ذاته متورط بتمويل وتشكيل عصابات مسلحة داخل غزة، استُخدمت كأداة لزرع الفوضى وضرب الجبهة الداخلية بخضم حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة.
ويناط به توفير التمويل والإمداد لميليشيات يُروّج لها إعلاميا بأنها “حركات احتجاجية”، بينما هي خلايا موجهة لزعزعة الأمن الداخلي، وإثارة الفتن، واستهداف عناصر المقاومة أو المناهضين للسلطة الفلسطينية.
والممارسات على الأرض لهذه العصابات أظهرت الوجه الحقيقي لها، إذ تورطت في أعمال اغتيال، وخطف، وابتزاز مالي، واعتداءات على مقرات الفصائل.
ويحدث كل ذلك في توقيت حساس تسعى فيه “إسرائيل” لإكمال مشروعها لتفكيك وحدة القطاع.
ويرى في أدوار بهاء بعلوشة الوجه الحقيقي لتواطؤه مع الاحتلال، وتكشف عن وجه آخر من وجوه الحرب على غزة.