ناهض ضبان.. سمسار الاحتلال لهندسة تجويع غزة

في قلب أزمة غزة الاقتصادية الخانقة، يطل اسم ناهض ضبان كنموذج صارخ لمن يستثمرون في وجع الناس. تاجر أدوات كهربائية وعضو بجمعية رجال الأعمال، ينسج علاقات مع جهات إسرائيلية لإدخال مواد غذائية ثم يبيعها بأسعار فلكية تتجاوز قدرة المواطن على التحمل.
من القاهرة يدير شبكته التجارية في غزة عبر نجله وشقيقه، ليحول حاجات المواطنين إلى ثروة شخصية طائلة، بمشهد يعكس تناقضات قاسية بين معاناة الغالبية وثروة القلة.
من هو ناهض ضبان؟
ناهض محمد هاشم ضبان من مواليد 2 أكتوبر 1967، ينحدر من حي الصبرة جنوبي مدينة غزة لكنه يعيش في القاهرة ويحكم قبضته على السوق، عبر مخازن.
يدير أعماله في غزة من وراء الستار بمساعدة ابنه وشقيقه، وكلاهما يحملان اسم محمود ضبان، ليصبح بذلك نموذجًا حيًا لتجار الأزمة الذين يزدادون ثراءً مع تصاعد معاناة المواطنين.
عضويته في جمعية رجال الأعمال بغزة تمنحه غطاءً رسميا، لكنه في الواقع يستغل علاقاته مع جهات الاحتلال لتكريس احتكار السوق، وتركيع المواطنين بأسعار المواد الغذائية التي لا ترحم.
ناهض ضبان ويكيبيديا
محللون اقتصاديون بقولون إن مثل هذا الدور يعمّق الأزمة الاقتصادية في القطاع، ويزيد من الهوة بين الطبقات الاجتماعية، في ظل شح السيولة وتراجع القدرة الشرائية.
الباحث الاقتصادي فادي الحسيني يؤكد: “تجار مثل ناهض ضبان يستخدمون حالة الانقسام والاحتلال كغطاء لزيادة أرباحهم، بينما يدفع المواطن الثمن باهظًا، فالوضع الإنساني في غزة يتدهور بسبب مثل هذه الممارسات”.
كما ينتقد نشطاء في المجتمع المدني دور جمعية رجال الأعمال التي يُفترض بها دعم الاقتصاد الوطني، إلا أنها في بعض الحالات تتحول إلى أداة لخدمة مصالح نخبة معينة، على حساب عامة الناس.
فضيحة ناهض ضبان
ناهض ضبان ليس مجرد تاجر أدوات كهربائية أو مستورد مواد غذائية، بل هو وجه مظلم من وجوه الاستغلال الذي تعيشه غزة، يستغل شح السيولة الاقتصادية والقيود المفروضة، ليغتنم فرص الأزمة، ويكسب الملايين وسط صمت رسمي وشعبي شبه مطبق.
يظهر كواحد من أبرز وجوه الاستغلال التجاري في قطاع غزة، حيث يجمع بين علاقاته مع الاحتلال الإسرائيلي، ووجوده خارج القطاع، ما يتيح له النفوذ والتحكم بالسوق بعيدًا عن رقابة المواطن البسيط.
المحلل الاقتصادي خالد أبو صالح يرى أن “وجود تجار مثل ضبان في السوق الفلسطينية يشكل عائقًا رئيسيًا أمام تنمية الاقتصاد الوطني، إذ يكرسون الاحتكار ويزيدون من معاناة المواطن، خاصة في ظل الحصار والظروف الاقتصادية الصعبة”.
فساد ناهض ضبان
ويرى أبو صالح في تصريح أن “الأسوأ أن هذا النمط من الاستغلال يحظى بحماية ضمنية من أجنحة داخل السلطة ومن مؤسسات رسمية، مما ينعكس سلبًا على كل الجهود الرامية لتحسين الأوضاع”.
في ظل ندرة السيولة وارتفاع معدلات البطالة، يجد أهالي غزة أنفسهم أمام خيارين أحلاهما مر: إما دفع أسعار باهظة لمواد أساسية أو المجازفة بالحرمان، فيما يسجل التاجر ناهض ضبان وزبائنه أرباحًا غير مسبوقة.
منظمات المجتمع المدني توجه انتقادات لاذعة لدور ناهض ضبان ونشاطه خلال الحرب، متهمة جمعية رجال الأعمال بالتقاعس عن محاربة الفساد التجاري واحتكار السوق، بل وبتعزيز نفوذ شبكات تجارية تعمل ضد مصالح الناس.
وبينما يبحث الناس عن لقمة عيشهم في ظل الحصار والموت والتجويع، يستمر ناهض ضبان في تضخيم ثروته، مستغلاً أزمة غزة كفرصة ذهبية للتحكم بالسوق والاحتكار.