مصاصو الدماء

مطيع عكيلة.. تاجر الوقود الذي أشعل ثروته على نار جوع الغزيين

في أحد شوارع حي الرمال وسط مدينة غزة، يقيم مطيع عكيلة، الرجل الذي لم يكن اسمه يثير الانتباه قبل الحرب، سوى في دوائر الدين والعجز المالي.

عكيلة ولد في 16 مارس 1982، ويبلغ من العمر 43 عامًا، وكان معروفًا في أوساط تجار المحروقات بقلة نشاطه وملاحقاته المتكررة من أصحاب الحقوق والموردين.

من هو مطيع عكيلة؟

لكن الحرب غيّرت كل شيء حين أُغلقت الأبواب، واشتعلت أزمات الوقود وغاز الطهي، وجد مطيع فرصته الذهبية.

تحوّل التاجر المتعثر إلى رقم صعب في سوق سوداء لا تعرف الرحمة. مستغلاً الفوضى، بدأ يستورد كميات من الغاز والوقود عبر قنوات غير شفافة، بعضها متصل بشبكات تعمل في المعابر وتحت غطاء من النفوذ.

استثمر مطيع الأزمة بكل ما تحمله من فوضى ودمار، وبدأ عبر علاقات مشبوهة في تأمين كميات من غاز الطهي والوقود، ليطرحها في السوق بأسعار خيالية، في الوقت الذي كان فيه الناس يبحثون عن أبسط وسائل النجاة.

مطيع عكيلة ويكيبيديا

سوء سمعته الذي لازم اسمه في منطقته لم يختفِ، بل تفاقم. ففضلاً عن الاستغلال المكشوف، تحدث سكان عن احتكار واضح للغاز في المخازن، وتوزيع محكوم بالواسطة والسعر الأعلى، حتى بأشد لحظات العوز.

ومع كل أزمة خانقة، كان مطيع يظهر فجأة كمُخلّص، ليبيع ما خزّنه بمبالغ تفوق قدرة الغالبية. وتحول بيته إلى مركز نفوذ صغير، بينما تنهار أحياء بأكملها من شدة البرد والظلام.

فضيحة مطيع عكيلة

ومع تفاقم حاجة المواطنين، أصبح الكيلو الواحد من غاز الطهي يباع بأكثر من 500 شيقل (150 دولارًا)، فيما وصلت تكلفة تعبئة الأسطوانة الواحدة (12 كيلو) إلى 1500 دولار، وهو مبلغ يفوق قدرة أي أسرة محاصَرة، ولا يترك لها سوى الاختناق أو العودة للحطب.

الرجل الذي كان يتهرب من سداد ديونه، بات اليوم يملك علاقات متشعبة بجهات مؤثرة تتحكم في دخول السلع عبر المعابر. تحوّل من مديون إلى مليونير، لا بسبب إبداعه التجاري، بل على حساب أنين الأمهات، وجوع الأطفال، وعجز المرضى عن تشغيل أجهزتهم.

مطيع عكيلة اليوم ليس مجرد تاجر، بل رمز صارخ لحقبة يتحوّل فيها الأقوى إلى متحكم بأبسط مقومات الحياة، بينما يظل المواطن المطحون بلا كهرباء، بلا غاز، بلا بدائل… سوى الغضب الصامت.

🔗 رابط مختصر:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى