عدلي النمس.. بارون الجوع في غزة

بينما ترزح غزة تحت حصار خانق وظروف إنسانية متدهورة، يبرز اسم عدلي النمس، 27 عامًا، كمثال صارخ على من يحوّلون معاناة الناس إلى مشروع استثماري يدر الملايين.
عدلي محمد جمعة النمس، المولود في 13 يوليو 1998، من سكان رفح والمقيم في مدينة خانيونس جنوبًا، استطاع خلال أشهر قليلة أن يصبح “رجل أعمال” على أنقاض جوع الناس، بعد أن دخل سوق تجارة المواد التموينية بطريقة أقرب لمافيات الأزمات.
من هو عدلي النمس؟
استغل النمس نقص السلع الأساسية واحتكر كميات كبيرة من المواد الغذائية لبيعها لاحقًا بأسعار مضاعفة، ضاربًا بعرض الحائط بحياة الناس واحتياجاتهم اليومية.
لكن الأخطر هو تورط النمس بعمليات صرف نقدي لموظفين مقابل اقتطاع 40% من قيمة رواتبهم، وهي نسبة فادحة لا تترك للموظف سوى الفتات، بوقت باتت فيه السيولة النقدية شحيحة وإغلاق المصارف أبوابها في وجه احتياجات الناس.
فضيحة عدلي النمس
في مشهد لا يختلف عن “تجار الحروب”، لا يظهر النمس بأي مبادرة خيرية، ولا يُعرف عنه دعم للفقراء أو المحتاجين، بل تحوم حوله تساؤلات عن علاقاته بسماسرة السوق السوداء.
الغضب من النمس يتصاعد، والمطالبات بمحاسبته تزداد، بوقت تغيب فيه أي رقابة حكومية أو مساءلة جدية. وفي حين يكدّ المواطن العادي من أجل رغيف الخبز، يواصل أمثاله بناء ثرواتهم من وجع الناس.
في غزة، التي تخوض معركة البقاء يوميًا، لا يمكن السكوت عمن يجعل من الجوع تجارة، ومن دم الناس رصيدًا في حسابه البنكي.