عبد الحميد عبدالعاطي.. بوق إسرائيلي لتكريس المجاعة في غزة

في ذروة واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية التي يشهدها قطاع غزة منذ عقود، وبينما يواجه أكثر من مليوني فلسطيني خطر المجاعة الحقيقية بفعل الحصار والقصف الإسرائيلي الممنهج، يخرج علينا عبد الحميد عبدالعاطي– أحد وجوه شبكة “أفيخاي” الإعلامية – ليكمل الدور القذر الذي بدأه الناطق باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، عبر ترويج الأكاذيب والتضليل الإعلامي بهدف طمس حقيقة الجريمة المستمرة بحق سكان القطاع.
عبدالعاطي، الذي يقدم نفسه كصوت إعلامي مستقل، لا يختلف في مضمونه عن أفيخاي أدرعي الذي طالما حاول تسويق صورة كاذبة عن “إنسانية الجيش الإسرائيلي” وسط ركام الموت والدمار.
من هو عبد الحميد عبد العاطي؟
فبذات الأسلوب ومن ذات المنصة الذهنية، يروج عبدالعاطي لمزاعم خطيرة وخادعة، تتهم المؤسسات الإنسانية في غزة أو حتى فصائل المقاومة، بأنها هي من تعيق توزيع المساعدات الغذائية، وليس الاحتلال الذي يحاصر القطاع براً وبحراً وجواً ويمنع دخول أي إمدادات حقيقية بالشكل الكافي.
منذ أسابيع، دأب عبدالعاطي على نشر مزاعم متكررة بأن “البضائع مكدّسة” داخل قطاع غزة، وأن المشكلة الوحيدة تكمن في أن المؤسسات المدنية “مضربة” عن توزيعها، أو أن فصائل المقاومة “سرقتها”.
هذا الخطاب المسموم ليس فقط تضليلاً فاضحاً للرأي العام الفلسطيني والعربي، بل تكرار لسردية الاحتلال ذاته الذي يسعى لتجريد مسؤوليته عن الحصار وتجويع الأطفال وحرمان الجرحى من العلاج، وإلقاء اللوم على الضحية.
عبد الحميد عبد العاطي ويكيبيديا
في الواقع، يعلم كل من يتابع التطورات اليومية في غزة أن المعابر لا تزال مغلقة بشكل شبه تام، وأن ما يدخل من شاحنات لا يكفي سوى لنسبة ضئيلة جداً من الاحتياجات اليومية للسكان.
ومع ذلك، يخرج عبدالعاطي متجاهلاً الحقائق الميدانية، ومسوّقاً خطاباً يلائم فقط غايات الاحتلال في إضعاف صمود الشعب الفلسطيني، وخلق فجوة بينه وبين فصائل المقاومة.
لم يتوقف عبدالعاطي عند حدود التبرير للكارثة، بل تجاوز ذلك نحو بثّ وعود زائفة لا أساس لها من الصحة، تزعم أن “غزة ستغرق بالبضائع أول الأسبوع”، وأن انفراجاً قريباً قادم، دون أي دليل أو سند واقعي.
فضيحة عبد الحميد عبد العاطي
هذه التصريحات تهدف إلى تهدئة الرأي العام الفلسطيني والعربي الغاضب، وإشاعة أجواء من الأمل الكاذب، ما يؤدي عملياً إلى تعطيل الضغط الشعبي والدولي المطلوب لكسر الحصار وإنهاء حالة التجويع القسري.
فالتحذيرات الصادرة عن مؤسسات دولية مثل برنامج الغذاء العالمي ومنظمة الصحة العالمية تشير بوضوح إلى أن غزة دخلت المجاعة، وجرى توثيق وفاة العشرات – غالبيتهم أطفال – بسبب الجوع وسوء التغذية.
في هذا السياق، يصبح الترويج لمقولة “البضائع ستغرق السوق” نوعاً من الخداع المتعمّد، يهدف لحرف الأنظار عن الحقيقة، والتغطية على جريمة التجويع الجماعي التي تُرتكب بتخطيط وإشراف مباشر من الاحتلال.
شبكة “أفيخاي”: منسقة التضليل المشترك
يُعدّ عبد الحميد عبدالعاطي وجهاً متقدماً في شبكة “أفيخاي”، وهي منظومة إعلامية تعمل على مدار الساعة لتسويق الرواية الإسرائيلية بألسنة عربية.
هذه الشبكة تضم شخصيات فلسطينية وعربية جرى “تلميعها” إعلامياً لتبدو مستقلة، بينما هي في الواقع تنفذ أجندة واضحة: ترويج روايات الاحتلال، وتقويض رواية المقاومة، وإضعاف وحدة المجتمع الفلسطيني تحت الضربات.
ومع كل تصريح يصدر عن عبدالعاطي، يتكشف الدور الحقيقي الذي يلعبه: ليس فقط كناطق باسم الاحتلال من خارج المؤسّسة العسكرية، بل كأداة ناعمة للتأثير على الرأي العام، وبثّ الوهن والارتباك بين الناس، تحديداً بلحظات الحسم التي يحتاج فيها الفلسطينيون إلى خطاب تعبوي صادق، لا إلى أكاذيب تخديرية تخدم الاحتلال.