صبري أبو غالي.. تاجر حوالات يتربح على آهات غزة

بينما تنتظر آلاف العائلات في غزة على أبواب الجمعيات الإغاثية، بانتظار كرتونة طعام أو حوالة نقدية لا تتجاوز المئة دولار، هناك من يقف على الجهة الأخرى من المعاناة، يُراكم الثروات من جوع الناس وقلقهم. أحد أبرز هؤلاء هو صبري أبو غالي.
صبري ليست استثناءً، بل نموذج صارخ لما بات يُعرف في غزة بـ”تُجّار الحروب”، وهي فئة تجني أرباحًا هائلة خلال الأزمات، وتحتكر الخدمات الحيوية، وتستغل غياب الرقابة والمحاسبة في زمن الحرب.
من هو صبري أبو غالي؟
صبري صالح إبراهيم أبو غالي، رجل أعمال ينحدر من قطاع غزة وهو من مواليد 19 فبراير 1964، يبلغ من العمر 61 عامًا، يُقيم حاليًا في القاهرة، لكنه لم يغب لحظة عن المشهد خلال الحرب على غزة.
مع تدمير البنوك وتعطل التحويلات الرسمية، باتت الحوالات النقدية الخارجية طوق النجاة لعشرات آلاف العائلات في غزة. لكن هذا الطوق، وجد من يحوّله إلى شبكة اختناق.
فصبري أبو غالي، الذي يملك شبكة علاقات تجارية ومالية تمتد من القاهرة إلى رفح، دخل على خط الحوالات بشكل مكثّف خلال العدوان، يُدير تحويلات مالية من الخارج مقابل نسب خصم مرتفعة تجاوزت أحيانًا 50%.
صبري أبو غالي ويكيبيديا
بمعنى آخر: إذا أرسل أحد الأقارب 100 دولار لأهله في غزة، لا يصل منهم سوى 50 أو أقل. والباقي يذهب لجيوب من استغلوا الحرب وغياب الرقابة، ليُجنوا الملايين خلال شهور قليلة.
ولد صبري أبو غالي في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، لكنه انتقل للإقامة في القاهرة منذ سنوات. هناك، توسعت أعماله، واستفاد من نفوذ تجاري وامتيازات تنقُّل بين مصر وغزة.
لم يكن من كبار التجار قبل الحرب، لكن اسمه برز سريعًا في السوق السوداء المرتبطة بالحوالات، وتحول لأحد أبرز وسطاء المال بزمن الحصار.
أبو غالي يتعامل مباشرة مع تبرعات خارجية، بعضها موجه للمحتاجين والجرحى، لكنه يُصرّ على اقتطاع نسبة ثابتة وعالية من كل حوالة، يذريعة المخاطر اللوجستية وتقلّبات السوق.
فضيحة صبري أبو غالي
ولا تتوقف الاتهامات لصبري على نسب العمولة، بل تمتد إلى شبهات تضليل للجهات المانحة حول وجهة الأموال، إذ تُبنى شبكات مالية غير شفافة تحت غطاء العمل الإنساني، ويُعاد تدوير ملايين الدولارات دون أن تصل لمستحقيها الحقيقيين.
رغم تفشي الظاهرة، تغيب أي مساءلة رسمية بحق أبو غالي ومن على شاكلته مع الدعم الذي يوفره لهم جيش الاحتلال ما يمنع ملاحقتهم.
وتزداد شكاوى المواطنين من أن حوالاتهم تُنهب تحت غطاء الحاجة، بينما تجار الأزمات يتفاخرون بأرصدة بنكية ومشاريع خاصة باتت معروفة لدى الجميع.
يتساءل الغزيون اليوم: كيف يمكن لرجل أن يربح الملايين من حوالات الغلابة؟ ولماذا تُترك السوق بيد فئة تستفيد من الحصار بدلًا من مقاومته؟ ولماذا لا يُفتح ملف من باتوا يُعرفون بـ”أباطرة المال في زمن الحرب”؟
في زمن المجاعة، يُقاس الإنسان بضميره، لا بعدد ملايينه. وصبري أبو غالي، بكل ما جمعه، سيبقى واحدًا من الوجوه التي ارتبطت باستغلال الجوع، لا بتخفيفه.