صناع الفتن

سقوط مدوي لـ مؤسسة غزة “الإنسانية”.. نهاية متوقعة لمؤسسة لا إنسانية

أثار إعلان مؤسسة غزة “الإنسانية” وقف عملها في قطاع غزة موجة ارتياح واسعة بين الفلسطينيين، بعد أشهر من الجدل حول دورها وآليات توزيعها للمساعدات عبر ما بات يُعرف بـ”مصائد الموت”.

ويأتي هذا الارتياح الشعبي في ظل الاتهامات الموجهة إلى المؤسسة بالتسبب في مقتل وإصابة آلاف المواطنين في مواقع توزيع المساعدات، في مشاهد مروعة لا يزال بعض ضحاياها مدفونين تحت رمال تلك المواقع.

ويرى مختصون حقوقيون إن إعلان مؤسسة غزة “الإنسانية” الأمريكية وقف أعمالها في قطاع غزة يمثل محطة تُسجل للتاريخ ومسارًا يجب أن يقود إلى المحاسبة.

وأكدوا أن المؤسسة وطواقمها وبعض المتعاقدين معها “ساهموا في قتل وإصابة آلاف الفلسطينيين، وما يزال بعض الضحايا مدفونًا تحت رمال مواقع توزيع المساعدات”.

وشددوا على ضرورة عدم تجاهل الجهات المحلية التي تعاقدت معها داخل غزة، محذرين من تكرار المأساة في حال غياب المساءلة القانونية.

مطالبات بالمحاسبة

وأثار الإعلان الأخير للمؤسسة موجة واسعة من المطالبات الحقوقية بضرورة محاسبة القائمين عليها، إذ قال مدير السلام والأمن في منظمة أوكسفام أميركا، سكوت باول، إن “إغلاق مؤسسة غزة الإنسانية يمثل نهاية محاولة فاشلة أخرى لاستبدال نظام المساعدات الذي أثبت فعاليته”.

وأكد باول في تقرير أن المؤسسة لم تنجح مطلقًا، بل ساهمت في “خسارة مأساوية لأرواح مئات الفلسطينيين في ظل استمرار منع حكومة إسرائيل إيصال المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة إلى غزة”.

وتشير إحصائيات من داخل القطاع إلى أن إجمالي الشهداء الذين نُقلوا إلى المستشفيات نتيجة عمليات القتل خلال محاولات الحصول على الغذاء بلغ 2615 شهيدًا، إضافة إلى 19182 إصابة.

وأوضح باول أن مراكز توزيع الأغذية كانت تُدار من شركات أمنية أمريكية خاصة، يعمل فيها أفراد ارتكبوا “جرائم خطيرة وانتهاكات لحقوق الإنسان”، ما دفع مئات الفلسطينيين إلى المخاطرة بحياتهم للوصول إلى مواقع التوزيع، فيما اضطر كثيرون لقطع مسافات طويلة عبر مناطق خطرة تحت التهديد المباشر للنيران، دون أن يتمكن عدد كبير منهم من الحصول على المساعدات.

وأضاف باول أن منظمته، إلى جانب 170 منظمة غير حكومية أخرى، رفضت التعاون مع صندوق الأمم المتحدة الإنساني بسبب “انتهاكاته للمبادئ الإنسانية الأساسية، وعلى رأسها مبدأ عدم الإضرار”.

وأكد أنه “لا ينبغي لأحد أن يموت أثناء محاولته الحصول على المساعدات الإنسانية”، وأن مؤسسة غزة الإنسانية كانت جزءًا من “اتجاه مقلق ومميت” يقوم على استبدال العمل الإنساني المحترف بشركات أمن وخدمات لوجستية تفتقر للخبرة والالتزام بالمبادئ الإنسانية.

مؤسسة غزة ويكيبيديا

ويتهم مراقبون مؤسسة غزة الإنسانية بتعمد قتل المئات وإصابة الآلاف من المواطنين الذي كانوا يتوجهون لمراكز التوزيع بشكل يومي.

ومنذ إنشاء المؤسسة واجهت اتهامات دولية وفلسطينية بانتهاك حقوق الإنسان، والمساهمة في حرب التجويع التي تنفذها “إسرائيل”.

وعلى مدار شهور من عملها، كان عناصر مؤسسة غزة الإنسانية يطلقون النار على طالبي المساعدات، ما أدى لسقوط 2615 شهيدُا على الأقل في محيط مراكز هذه المؤسسة.

وفي خضم الحرب صدرت تحذيرات دولية عدة من آلية عمل المؤسسة المشبوهة، إذ قال متحدث باسم الأمم المتحدة ينس لايركه حينها، إن عمل مؤسسة إغاثة غزة المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة ما هو إلا تشتيت للانتباه عما هو مطلوب مثل فتح المعابر.

مؤسسة غزة الأمريكية تنهي عملها في غزة وناشطون يعلقون: مع القلعة

🔗 رابط مختصر:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى