رزق أبو صفية.. وسيط الحوالات المشبوهة بين غزة والقاهرة

في ظل الحصار الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، وغياب أي حلول اقتصادية حقيقية، ازدهر سوق الحوالات المالية غير الرسمي بين غزة ومصر، ليصبح سوقًا سوداء تهيمن عليه شبكات محلية تتقاسم معاناة الفلسطينيين أرباحًا فاحشة، على حساب دمائهم وجوعهم.
من أبرز هذه الشبكات التاجر رزق رجب حسن أبو صفية، المولود عام 1968 في بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة والمقيم حاليًا في القاهرة، والذي صار أحد رموز الفساد المالي في مجال الحوالات.
من هو رزق أبو صفية؟
يعتمد أبو صفية على استغلال حاجة أهالي غزة لتحويل أموال التبرعات إلى حسابات الجمعيات داخل قطاع غزة، مقابل نسب عمولة خيالية تتجاوز 50%، ليرتفع اسمه لقائمة المليونيرات المستفيدين من معاناة شعب محاصر.
هذا النشاط لا يقتصر على تهريب الأموال فقط، بل هو نموذج صارخ لاستغلال الأزمة الإنسانية والاقتصادية، إذ يحصل أرباحًا فاحشة من أموال كان يفترض أن تذهب لتخفيف معاناة الفلسطينيين.
تُغطي هذه الشبكات على فسادها عبر علاقاتها الواسعة داخل مؤسسات السلطة والجمعيات، ما يجعلها بمنأى عن أي مساءلة أو محاسبة.
رزق أبو صفية ويكيبيديا
يبرز هذا السوق الموازٍ كنتيجة مباشرة للهجمة الإسرائيلية على الاقتصاد الفلسطيني، والحصار القاسي الذي يكبل القطاع، ويحول دون وصول الأموال والمساعدات عبر القنوات الرسمية.
وفي الوقت الذي يعاني فيه المواطن الفلسطيني من الفقر والبطالة والجوع، تتحول السوق السوداء للحوالات إلى ماكينة لجني الأموال على حسابهم.
وتحتم هذه الأوضاع ضرورة تدخل فوري من السلطة الفلسطينية والجهات الرقابية في سلطة النقد – المتهمة بالتقصير- لإغلاق هذه الثغرات التي يستغلها الفاسدون، وإعادة هيكلة نظام الحوالات المالية بآليات شفافة تخدم المواطن لا تجعله وقوداً لترف الأغنياء.
وبدون إصلاح شامل ومحاسبة جادة، سيظل اقتصاد غزة رهينة لشبكات الفساد التي تكبر بظل الأزمات المتفاقمة، ويزداد معها تمكين قوى استغلالية تستغل كل فرصة لتعميق المعاناة.