أبواق الاحتلال

تسجيل مسرب يفضح عمالة “شركة أبناء محسن الخزندار” في غزة

تعمل بشكل مباشر تحت إدارة المنسق الإسرائيلي وجهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك"، المسؤول عن العملاء في القطاع.

نشرت وسائل إعلام عبرية تسجيلًا مسربًا يفضح حقيقة عمالة شركة “أبناء محسن الخزندار” في قطاع غزة، وأنها تعمل بشكل مباشر تحت إدارة المنسق الإسرائيلي وجهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك”، المسؤول عن العملاء في القطاع.
ويظهر التسجيل كيف تستغل الشركة نفوذها لتقديم خدمات دعاية إسرائيلية مكثفة تهدف إلى تبرئة الجيش الإسرائيلي من قتل أكثر من 600 فلسطيني خلال محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية في مناط محدود في قطاع غزة تحولت على مدار أسابيع إلى مصائد للقتل الجماعي.
ويكشف التسجيل كيف يعمل الاحتلال الإسرائيلي على توظيف شبكات محلية من العملاء والمرتزقة لتوفير غطاء إعلامي ولوجستي لجرائمه في غزة ودفع وتيرة تسهيل فرض “هندسة المجاعة” وتعميق المأساة الإنسانية بالفوضى الداخلية والحصار المشدد.

عائلة الخزندار: من مقاومة وطنية إلى خيانة نكراء
عائلة الخزندار التي كانت لسنوات طويلة رمزًا للنضال والمقاومة الفلسطينية، قد سقطت اليوم في مهاوي الخيانة والانبطاح أمام الاحتلال.
وبات هذا السقوط متمثلاً في شركتهم “أبناء محسن الخزندار” التي أصبحت ذراعًا من أذرع الاحتلال في غزة، متورطة في تزييف الحقائق وتحريف المشهد أمام الرأي العام الفلسطيني والعالمي.
في التسجيل المسرب، يظهر نور محسن الخزندار، شقيق العميل محمد محسن الخزندار، وهو يحاول بكل وقاحة إنكار جرائم الاحتلال عند مراكز توزيع المساعدات، ملقيًا باللوم على حماس و”الشبيحة” في ارتكاب عمليات القتل.
هذه الأكاذيب لا تروق إلا لفئات محدودة في الشارع، لكنها تترك أثرًا سلبيًا واضحًا يساهم في إشاعة الفوضى والاقتتال الداخلي، حيث يُستغل هذا التضليل في تصفية حسابات داخلية، على حساب دماء المدنيين الأبرياء، كما حصل مؤخرًا مع مقتل طفل من دار أبو مهادي في النصيرات على يد بلطجية من جباليا.
كذلك يظهر التسجيل أن نور الخزندار لا يكتفي بالكذب، بل يصنع تسجيلات مصطنعة مع عمال ميدانيين يعملون لصالحه، ينقلون من خلالها روايات مضللة تخدم جهاز الشاباك وأجهزة الدعاية الإسرائيلية، محاولين تزوير الحقيقة وادعاء أن الجيش الإسرائيلي لا علاقة له بقتل المدنيين، وأن كل ما يُنشر من مجازر ما هو إلا أكاذيب تروّجها وسائل الإعلام.

كيف يزيف نور محسن الحقائق؟
في التسجيلات المسربة، يتهم نور الخزندار “الشبيحة” بقتل المواطنين الفلسطينيين، مدعيًا أن الجثث التي تظهر في الإعلام هي لأعداد صغيرة جداً لا تتجاوز اثنين إلى ثلاثة فقط، وأنه يتم تجميع هذه الجثث في المتشفيات وتصويرها لتضخيم حجم الخسائر.
بل إنه زعم بنسبة مريبة أن الجيش الإسرائيلي هو المسؤول بنسبة 10% فقط عن قتل المدنيين، معتمدًا على روايات تحاول نزع المسؤولية عن الاحتلال، في رواية لا تخدم سوى الاحتلال في استمراره بمجازره، بينما تعمق الانقسامات في المجتمع الفلسطيني، وتهدم أي وحدة وطنية في مواجهة العدوان.
ويمتلك محمد محسن الخزندار شركة “ثري برذرز” التي تعمل كواجهة لتمرير مواد الإمداد والمساعدات تحت إشراف مباشر من ضباط المخابرات الإسرائيلية، وبالتحديد اللواء بهاء بعلوشة، العميل المعروف في رام الله.
والشركة هي واحدة من المقاولين القلائل الذين يسمح لهم الاحتلال بإدخال البضائع إلى القطاع، وهو ما يعكس حجم التنسيق والتواطؤ مع الاحتلال. ولا يقتصر الأمر على التسهيلات اللوجستية، بل إن هذه الشركة تقوم بفرض سيطرتها على عملية توزيع المساعدات، وترهيب الموظفين الميدانيين، وإدارة عمليات تفتيش وتصفية للمواطنين الذين يحاولون الوصول إلى الغذاء والدواء.
ويندرج هذا التنسيق كجزء من خطة ممنهجة تعرف بـ”هندسة المجاعة”، التي تقودها قوات الاحتلال وشركاؤها المحليون لإبقاء السكان في حالة من التجويع والقهر النفسي والجسدي، في واحدة من أفظع الجرائم الإنسانية التي تواجهها البشرية اليوم.

عمالة الخزندار: غطاءٌ لجرائم الاحتلال
ترافقت العمليات الميدانية التي تنفذها شركات مثل “أبناء محسن الخزندار” مع حرب إعلامية مكثفة، تسعى عبر قنوات إسرائيلية ومحلية، إلى تبرير جرائم الاحتلال في استهداف المدنيين، وبث الفوضى والاقتتال الداخلي عبر تغذية خلافات عائلية وعشائرية.
وشهد قطاع غزة مؤخرًا تصاعدًا في عمليات القتل والاغتيالات بين البلطجية كان آخرها مقتل طفل من دار أبو مهادي في النصيرات على يد عصابات مسلحة من جباليا، وهو دليل إضافي على الدور التخريبي الذي تلعبه هذه القوى العميلة في تفكيك النسيج الاجتماعي الفلسطيني.

فساد مالي وخلل أخلاقي
قبل اندلاع الحرب، كان محمد محسن وأشقاؤه مثقلين بديون تقدر بعشرات الملايين من الدولارات، الأمر الذي يعكس حالة الفساد المالي التي تعيشها شركتهم، والتي تستغل الظروف الصعبة لتحقيق مكاسب شخصية، دون أي اعتبار لمعاناة الشعب الفلسطيني.
ولا تقتصر هذه الممارسات على التواطؤ السياسي فحسب، بل تمتد إلى استغلال معاناة أهل غزة في سبيل تحقيق أرباح غير مشروعة، مع غطاء من الاحتلال.

موقف عائلة الخزندار الرسمي: تنصل وإدانة
ردًا على فضيحة عمالة محمد محسن الخزندار، أصدرت عائلته بيانًا رسميًا أعلنت فيه براءتها الكاملة منه ومن أي دور أو مشاركة له في مشاريع تخدم الاحتلال أو تساهم في حصار أبناء الشعب الفلسطيني.
وقالت عائلة الخزندار إنها تفاجأت بظهور اسم محمد محسن ضمن طاقم هندسي يعمل مع شركة أمريكية مشاركة في مخطط الاحتلال، مشددة على أن ما يحدث في غزة من حرب إبادة مستمرة لا يمكن أن يخدمه إلا العملاء والخونة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى