مصاصو الدماء

حين يتحول الجوع بغزة إلى تجارة رابحة… قصة التاجر عيد حمادة

في أحد أحياء غزة الشرقية، وتحديدًا في حي التفاح، يعيش التاجر عيد حمادة، المولود في 14 سبتمبر 1977، والذي لم يكن اسمه يومًا لامعًا في عالم التجارة.

طوال سنوات، عرفه الناس كتاجر بسيط محدود الإمكانات، يبيع ويشتري بالكاد ما يسد رمقه، ويكافح في سوق مزدحم بالمنافسين.

من هو عيد حمادة؟

عيد عمر إبراهيم حمادة من مواليد قطاع غزة ويحمل هوية رقم 900748617. يحظى بكراهية واسعة في محيطه بسبب سوء تصرفاته.

افتتح شركة عيد حمادة وأقام فرعًا لها في شارع صلاح الدين قرب جامع الصديق في بلدة جباليا بمحافظة شمال غزة.

لكن مع اندلاع الحرب الأخيرة على غزة، تغيّر كل شيء. وجد حمادة نفسه فجأة في موقع مختلف تمامًا.

عبر قريب له يقيم في الضفة الغربية، بدأ يحصل على امتيازات استيراد لم تكن متاحة لغيره، وبدأت البضائع تتدفق إليه رغم الحصار والدمار وانهيار سلاسل الإمداد.

عيد حمادة ويكيبديا

وبينما كانت الأسواق تُفرغ، والطوابير تزداد طولًا أمام المخابز، بدأ عيد حمادة يحتكر الطحين والمواد الأساسية، ويعرضها بأسعار فلكية لا تتناسب مع دخل الغالبية العظمى من سكان القطاع المنهك.

المواد الأساسية التي كانت تدخل إليه عبر قنوات خاصة، يعاد بيعها بأضعاف ثمنه، ليحوّل معاناة الناس إلى فرصة ربح لا تُعوّض.

شيئًا فشيئًا، لم يعد حمادة تاجرًا صغيرًا، بل بات أحد “مليونيرات المجاعة”، بثروة تضخّمت بسرعة لافتة، في وقت كانت فيه غزة تنهار اقتصاديًا وإنسانيًا.

فضيحة عيد حمادة

وبينما لا تزال عائلات كاملة تبحث عن رغيف الخبز، تتراكم الأرباح في حسابات رجل عرف متى يفتح أبواب السوق، حتى لو كانت مفاتيحها من جوع الناس.

حمادة استغلّ ضعف الرقابة والانهيار اللوجستي لاحتكار كميات ضخمة من المواد الغذائية، وبدأ ببيعها بأسعار فلكية وصلت في بعض المناطق إلى ما يفوق 100 ضعف السعر الحقيقي.

الطحين الذي استورده بأسعار عادية، أعاد بيعه في السوق السوداء محققًا أرباحًا غير مسبوقة في وقت يموت فيه الناس جوعًا.

جرائم عيد حمادة

حمادة اشترى خلال فترة وجيزة بشراء أراضٍ ومخازن وعقارات داخل غزة، بينما كان الأهالي يقفون في طوابير الخبز. وقفز من هامش السوق إلى موقع من يملكون القرار الغذائي، وساهم في تفاقم الأزمة الإنسانية بشكل مباشر.

ما يقوم به حمادة ليس مجرد نشاط تجاري، بل سلوك خطير يُعد شكلًا من أشكال الحرب الداخلية ضد المجتمع.

في كل حرب هناك تجار دم، لكن الأكثر خطورة هم أولئك الذين يربحون من رغيف الفقراء، ويختبئون خلف فوضى السلاح والحصار. عيد حمادة واحد من هؤلاء، والسكوت عن جرائمه اليوم يعني تشجيع نسخة جديدة من “الاحتلال الغذائي” بأيدٍ فلسطينية.

🔗 رابط مختصر:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى