حازم أبو أسد.. من مديون إلى مليونير من جوع غزة

يقال في الأمثال: “بين جائع ومطعّم، القشة تقصم ظهر البعير”. لكن في غزة، القشة ليست مجرد قشة، بل وجبة يومية يحرمها الحصار والمآسي. وفي ذات الوقت، هناك من يجعل من جوع الناس حقلًا للثراء، يستغل الأزمة ليدّخر أموالاً طائلة بينما يعاني شعبه.
حازم أبو أسد، شاب من دير البلح، فرّ من قطاع غزة إلى القاهرة هربًا من ديون مالية ضخمة تكبّده إياها الفشل والفساد في أعماله.
من هو حازم أبو أسد؟
إلا أن الفرار لم يكن نهايته، إنما بداياته إلى مرحلة جديدة من الاستغلال غير المسبوق من بوابة العاصمة المصرية القاهرة.
أبو أسد استغل الحرب والظروف الاقتصادية المتدهورة في غزة ليصبح حلقة وصل لتنسيق إدخال بضائع عبر المعابر لصالح أخيه، وسط ظروف حبس أهل القطاع بين جدران الحصار وقلة الموارد.
المفارقة المؤلمة هنا أن بعض تلك الشحنات التي جلبها تضمنت تهريب سجائر ومخدرات مخفية داخلها.
ما يعكس بوضوح صورة تجار الحرب الذين يربحون على حساب المأساة، ويعيثون فسادًا في مجتمع يعاني أصلاً من أزمات متلاحقة.
فضيحة حازم أبو أسد
خلال فترة قصيرة، تحول أبو أسد من مفلس إلى مليونير، ما يبرهن على عمق الاستغلال والفساد الذي ينهش بلحمة غزة، بينما ملايين الناس يعانون من الفقر والجوع، متسائلين عن مصيرهم وعن الجهات التي ستقف في وجه هذا النهب المستمر.
تجار الحرب مثل حازم أبو أسد ليسوا فقط محتالين عاديين، إنما جزء من منظومة تستفيد من الحروب والصراعات لتغذية السوق السوداء، وتضخيم المعاناة، وتعميق الانقسامات المجتمعية.
في مواجهة هذا الواقع، يظل السؤال: متى ستتمكن الجهات المعنية من محاسبة هؤلاء؟ أم أن معاناة غزة ستبقى وسيلة لآخرين لتحصيل الأرباح وسط الخراب؟.