مصاصو الدماءأبواق الاحتلال

تجار غزة يتساوقون مع الاحتلال في إظهار حالة “البذخ” في غزة

يقابلها منع إدخال المستلزمات الأساسية

في ظل كارثة إنسانية غير مسبوقة يعيشها قطاع غزة، تبرز محاولات بعض تجار غزة لعرض مظاهر حياة مرفّهة لا تعكس الواقع القاسي الذي يعيشه معظم السكان.

ويتقاطع ذلك مع رواية الاحتلال الساعية لتشويه حقيقة المعاناة اليومية، الذي يعيشيها المواطن المطحون من آثار حرب امتدت لعامين على التوالي.

هذا السلوك العام من تجار غزة وأصحاب النفوذ يثير تساؤلات حول مسؤولية تجار الأزمات، ودورهم في تشكيل الوعي العام وسط حصار خانق ونقص حاد في مقومات الحياة الأساسية.

ايفون17 بروماكس

ويبرز هذا الموضوع من خلال موضوع ظهر على السطح مؤخرًا من خلال إدخال الهواتف الذكية بكميات كبيرة، ومحاولة التجار وأصحاب المحال للتنافس على بيعها وإظهار حاجة الناس لاقتنائها متناسين معاناة المواطنين والشق الآخر من المعاناة.

وقد ظهر مؤخرًا تاجر قد أدخل لقطاع غزة الهاتف من نوع آيفون 17 مطلي بالذهب وآلاف من نسخ هذا الجهاز بجميع إصداراته ما أثار غضب النشطاء عبر منصات التواصل.

ويبرّر هؤلاء النشطاء غضبهم بأن هذا النوع من التصوير لا يعكس الواقع الحقيقي في قطاع غزة، وقد يساهم في تشويه الوعي العالمي تجاه قضيتنا، من خلال إبراز مظاهر البذخ وتجاهل معاناة مئات النازحين الذين يواجهون قسوة الشتاء وصعوبة الحياة بعد الحرب المدمّرة.

وفي حين يسمح الاحتلال لمثل هذه الأجهزة بالدخول إلى القطاع المحاصر، يمنع إدخال المستلزمات الأساسية واللوزام الطبية التي تحتاجها المستشفيات في قطاع غزة.

وقد تحدث النشطاء بصورة مستفيضة عن هذه المقارنة فقال أحمد البطة وهو صحفي وناشط، ” أُدخل إلى القطاع أيفون 17 مطلي بالذهب وآلاف من نسخ هذا الجهاز بجميع إصداراته، هذا ما يوافق الاحتلال على ادخاله في حين يمنع ادخال أجهزة ولوازم طبية تحتاجها المشافي ويمنع معظم الأصناف الغدائية الأساسية “.

وتابع “هكذا يهندس الاحتلال المشهد الاقتصادي والمعيشي في القطاع ويساعده في ذلك حفنة من أقذر تجار غزة الذين برزوا  في الحرب ومصاصي الدماء”.

أما الصحفي أحمد حسام فكتب عبر “فيس بوك”: ” أمس انتشر مقطع لأحد الأشخاص في غزة، والذي على الأغلب أنه تاجر، قد نجح في إدخال آيفون 17 ذهبي مرصّع بالألماس إلى غزة ! وهو شىئ نادر وغير متاح حتى لو بدك تحصل عليه في دبي، فالأمر مش سلس جدا، مشهد مثل هذا غير مألوف في منطقة تعيش واحدة من أعقد الكوارث الإنسانية في العالم”.

وتابع “واليوم مع دخول المنخفض الجوي تصدرت صور جديدة تُظهر خيام النازحين وهي تغرق جراء غزارة الأمطار.. مشاهد قاسية تعكس واقعًا مختلفًا تمامًا عن مشاهد يوم أمس من غزة نفسها!”.

وأضاف حسام “الفجوة بين المقطعين لا تصنع مجرد تناقض بصري؛ بل تخلق ضبابية حقيقية لدى الجمهور الذي يتابع أخبار غزة ويحاول فهم الحقيقة، فصاحب مشهد الأمس يمنح دون قصد مساحة لمحتوى عشوائي يُشوّش على الصورة الحقيقية، ويعطي انطباعًا زائفًا بأن الحياة هنا أصبحت “وردية” بينما الواقع يصرخ بعكس ذلك”.

وقال إن “المطلوب ليس معجزة… المطلوب وعي أكبر في تصدير الرواية والصوت والصورة.. في ظل تنامي التقارير الإخبارية عن كبرى الصحف العالمية التي بدأت تتداول تقارير عن انخفاض حجم التبرعات والتعاطف مع غزة، فالجمهور الغربي والرأي العام العالمي فسر التهدئة التي مضى عليها نحو شهر تقريبآ،، واخترقت حوالي 5 مرات.. والتي عمليا هي مربوطة بخيط عنكبوت.. أنها نهاية عامين من الحرب والعذاب الذي تجرعه أهالي غزة.. وأن الفلسطيني في غزة وصل لنهاية رحلة عذاباته.”

وتابع الصحفي حسام “بينما الواقع يعكس خلاف ذلك.. فلا زالت معاناتنا متنامية في ظل عدم وجود مأكل نظيف وبجودة إنسانية، وتعنت إسرائيلي في إدخال البضائع، وإعمار المستشفيات، والمدارس، وإدخال الكرفانات بدلا من الخيام….. الخ مسؤوليتنا أن نُقرب الحقيقة للناس لا أن نُبعدها…  وتبًا للمرة المليون لكل تاجر ابن حرام وشوية تجار متخلفين اتقنوا بمهارة مص دم وجيوب الناس، وكل واحد دخل غرض جديد ع البلد بيصور فيديو وبقولك الأول أول.. اللهم أن كان غرضك أكثر من ربحي وجشع وبتبيع بضاعتك بتغلي ع الناس، إن شاء الله البعيد بتكون الأول في جهنم”.

مفارقة غير مقبولة

وقال أحد النشطار عبر منصة اكس: ” الناس بتغرق بالخيام وهذا التاجر مدخل آيفون مطلي ذهب ومرصع الماس والله الواحد ما هو عارف شو يحكي كمان ايفون ١٧ مطلي ذهب وفضة وألماس! ساعات ذهب! يا عالم ثلثين أهل غزة مش قادرين يشتروا شوادر وخيم يستروا حالهم هما وعائلاتهم وانتو يا تجار يا فجرة بدل ما تساعدوا هالناس وتوقفوا معهم بتجيبوا أغلي وأفخم الأجهزة عشان تبيعوها للفئة الي نهبت واستغلت الناس الغلابة طول الحرب”.

أما محمد أسعد فكتب عبر “فيس بوك”: ” الناس في الخارج ما بتفرق وما بتعرف بحالنا وحياتنا وبتفاصيلها ولا حتى اقرب الناس النا مستحيل يكونوا على ادراك دقيق بمعيشتنا، بشوفوا الصور على السوشيال ميديا وبيحكموا علينا كيف الوضع بغزة ، الناس الان عايشة في خيام بالية والركام أينما وليت وجهك ووضعها بائس ما عدا حفنة من السرسرية والحرامية صاروا وتصوروا في الحرب وبلشوا يشتروا أيفونات ويصوروا ربطات الفلوس اللي بعدوا فيها وهي اساسا من السرقة ، وبشارك في هاي الجريمة التجار اللي بيعرضو بضاعتهم ليل نهار على اساس أنا رخصت وفعليا اسعارها مازالت مضاعفة عن سعرها الطبيعي”.

وتابع “بالأمس عرض ايفون مطلي ذهب علشان تكمل، راجعوا اي مبادر او اي مؤسسة الدعم خف بدرجة كبيرة لانه الصورة النمطية الحرب وقفت ويبقى احنا عايشين بسلام وامان والصحافة الدولية خففت تلقائيا من تسليط الضوء على غزة، احنا بمرحلة خطرة وطويلة التوقيت الناس هتعاني فيها من فقر وعايشة في خيام بين الركام دون اعمار وهذه هي الحقيقة “.

ويطالب الناشطون المعلقون على الحادثة ضرورة عكس صورة الحقيقة في قطاع غزة ومعاناة المواطنين بعيدًا عن التزييف والمبالغة، وضرورة الحفاظ على سردية شعب يعيش تحت وطأة الحصار والتجويع.

تشويه وتسويق رواية مضادة.. كيف تقدّم شبكة افيخاي أحداث غزة للجمهور؟

🔗 رابط مختصر:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى