إبراهيم الطويل.. مليونير على “قفا” مجوعي غزة

تحول المدعو إبراهيم الطويل من تاجر محدود إلى رجل أعمال يدير شركة للتجارة العامة والمقاولات ثم أحد أبرز “أمراء السوق” من خلال التربح على دماء وجوع أهالي قطاع غزة بتنفيذ خطط الاحتلال ضدهم.
ولا يمكن الحديث عن ملف الاحتكار والتربح غير المشروع خلال فترة حرب الإبادة المستمرة على غزة دون الحديث مطولا عن جرائم التاجر الطويل ودوره القذر.
من هو إبراهيم الطويل؟
الطويل الذي يمتهن تجارة اللحوم والدواجن، والتي تحولت لسلعة نادرة ومكلفة في غزة، ليس بفعل الحصار وحده، بل باستغلاله الحصار وتحويله إلى فرصة للثراء.
ويبرع إبراهيم بسحب الحياة من أفواه المجوعين من خلال اتباع استراتيجيات قائمة على الاحتكار والتلاعب بأسواق المواد الأساسية.
ورغم حاجة الغزيين الذين يعتمدون على الإغاثة لتأمين وجبة يوميا، يدخل شاحنات تجارية محدودة تحمل بيضا ولحوما ودواجن بتأمين من جيش الاحتلال إلى السوق المحلي لبيعها بأسعار فلكية.
إبراهيم الطويل ويكيبيديا
ويتحكم الطويل كليا بشركات الاستيراد والتوزيع الذين يحددون أسعار اللحوم والمواد الغذائية الأساسية ويسكتهم عبر المال خاصة مع امتلاكه سيطرة كبيرة على سوق اللحوم والدواجن في غزة.
وعمل لسنوات على استيراد اللحوم والدواجن من الخارج بالتنسيق مع جهات في مصر و”إسرائيل”، أو عبر تربطه بشبكات توزيع داخلية تفرض هوامش ربح مرتفعة على البائعين، وتمنع وصول الكميات المستوردة للأسواق الشعبية بأسعار معقولة.
ولا يكتفي الطويل وأمثاله بالاحتكار، بل يعمد لسحب السيولة النقدية من السوق عبر آليات مدروسة، من بينها بيع البضائع بأسعار فاحشة نقدًا فقط، بوقت يعاني فيه السكان من شحّ شديد في السيولة، ما يسبب شللا اقتصاديا متفاقما ببيئة حرب تُفترض فيها التضامن لا الجشع.
فضيحة إبراهيم الطويل
إبراهيم الطويل ينحدر من مخيم النصيرات، أحد أكثر المناطق اكتظاظًا وفقرًا في غزة ولديه مخازن ومحال تجارية فيها.
لا يعمل لديه بالشركة سوى أبناء عائلته إلا فيما ندر ويمتلك ثلاجاث ضخمة تعمل على ألواح الطاقة الشمسية فوق منزله الذي سخره كباب خلفي للسوق السوداء.
ويحظى بفضل علاقاته مع متنفذين في المعابر ووسطاء خارجيين بتسهيلات خاصة لدخول البضائع عبر قنوات لا تخضع للرقابة الفعلية، ما يمنحه قدرة التحكم بالعرض وضرب المنافسة.
الطويل يضخ كميات محددة وأسعارًا موحدة في الأسواق، ويمنع دخول المنافسين عبر التهديد بقطع الإمداد أو حرق الأسعار مؤقتًا لإفلاسهم، وهو سلوك “احتكار جشع يمارس بسوق مغلقة بلا قانون ولا رقيب”.