أبواق الاحتلال

من هي مؤسسة المجد أوروبا ولماذا تمارس دورها المشبوه على أهالي غزة؟

تعرف مؤسسة المجد أوروبا نفسها كمنظمة إنسانية مقرّها في ألمانيا، وتدّعي أنها تأسست عام 2010 لدعم الأسر المتضرّرة من النزاعات، خصوصًا الفلسطينيين في قطاع غزة.

وتدعي المؤسسة “المشبوهة” أنها تعمل على تقديم مساعدات مثل العلاج والدعم النفسي، وتروّج لفرص “إعادة توطين” أو “سفر إنساني” لبعض الغزيين خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يمرون بها بعد عامين من حرب الإبادة.

كشفت تقارير حقوقية وناشطون في هذا المجال أن المؤسسة تعمل على تنظيم رحلات فلسطينية من قطاع غزة إلى جنوب أفريقيا دون تعريف رسمي لعملها أو من يمولها وما الدافع وراء هذا العمل “المشبوه”.

وتطلب المؤسسة ممن يريد الاستفادة من خدماتها المشبوهة بيانات شخصية، ما يثير الشكوك حول آلية عملها ومصداقيته.

فيما كشف بعض من وقع في شركها أنهم دفعوا مبالغ طائلة مقابل وعود بالاستفادة من خدماتها بالسفر والإجلاء من قطاع غزة إلى الخارج.

ويتهم بعض المهتمين في هذا الشأن مؤسسة “المجد أوروبا” بتنفيذ ما يطلق عليه “التهجير الناعم” مستغلة الأوضاع الإنسانية الصعبة في قطاع غزة.

 

تحذيرات من التعامل مع مؤسسة “المجد أوروبا”

وحذّرت جهات حقوقية وناشطون في قطاع غزة من التعامل مع مؤسسة المجد أوروبا تدّعي قدرتها على نقل عائلات من غزة إلى جنوب أفريقيا عبر ترتيبات خارجية غير واضحة، مستغلة حالة الحصار والظروف المعيشية القاسية التي يعيشها السكان.

وقبل يومين كشفت سفارة فلسطين في “جنوب إفريقيا” عن ضلوع جهة غير مسجلة ومشبوهة في ترتيب سفر 153 مواطنًا فلسطينيًا من قطاع غزة، مستغلةً الظروف الإنسانية القاسية التي يعيشها الأهالي.

وقال بيان صادر عن السفارة، إن جهات مجهولة استخدمت أساليب الخداع، والاستغلال المالي لتنظيم رحلة غير قانونية وغير مسؤولة.

وأوضحت أن هذه الجهة تركت العائلات تواجه التعقيدات وحدها، بعد أن تنصّلت من أي مسؤولية فور ظهور المشكلات عند وصولهم عبر مطار “رامون” (جنوب فلسطين المحتلة) مرورًا “بنيروبي” بكينيا إلى “جنوب أفريقيا”، ومن دون أي إشعار مسبق للجهات الفلسطينية الرسمية.

وأكدت السفارة أنها، ومنذ اللحظة الأولى لوصول المواطنين، تحركت للتنسيق العاجل مع الجهات “الجنوب أفريقية” المختصة لمعالجة الوضع الإنساني، وضمان سلامة أبناء شعبنا.

مؤسسة المجد أوروبا غير مسجلة

وأكد حقوقيون أن هذه المؤسسة لا تمتلك أي صفة قانونية ولا تظهر في السجلات الرسمية في جنوب أفريقيا أو الدول الوسيطة.

ورجح هؤلاء أن تكون وراءها شبكات استغلال أو تجارة بيانات أو عمليات نصب مرتبطة بوعود وهمية للتوطين.

وتطالب جهات حكومية بغزة ومطلعون مرارًا سكان القطاع عدم تسليم أي بيانات شخصية أو وثائق رسمية لأي جهة غير معروفة، والتأكد من هوية المؤسسات عبر قنوات رسمية قبل التعامل معها، خاصة في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي تجعل آلاف العائلات عرضة للاستغلال.

في السياق قال رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، إن أكثر من 150 فلسطينيا وصلوا إلى بلاده قادمين من قطاع غزة في ظروف غامضة، بعد أن نُقلوا على متن طائرة مستأجرة هبطت في مطار جوهانسبرغ الخميس.

وبحسب السلطات، احتجزت شرطة الحدود 153 فلسطينيا لمدة 12 ساعة بسبب عدم وجود أختام خروج إسرائيلية على جوازات سفرهم قبل أن تسمح وزارة الداخلية بدخولهم بعدما تكفلت جمعية “هبة الواهبين” الخيرية بإيوائهم.

وقال رامافوزا للصحافيين “يبدو أنهم طُردوا… إنهم أشخاص من غزة وُضعوا بطريقة غامضة على متن طائرة مرت عبر نيروبي وجاءت بهم إلى هنا”، مؤكدا أن حكومته ستفتح تحقيقا في ملابسات وصولهم، لكنها استقبلتهم بدافع “التعاطف مع وضعهم الإنساني”.

وقالت وزارة الداخلية، إن 130 من أفراد المجموعة بقوا في جنوب إفريقيا، بينما غادر الآخرون إلى وجهات مختلفة.

🔗 رابط مختصر:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى